خالي رجب، أطال الله عمره في الخير، لم يعاشر «أبو قراط» ولم يقرأ كتاباته القائلة بأن حليب الحمير نافع لعلاج لدغات الأفاعي ونزيف الدم من الأنف (العَرْفان) لكونه، ببساطة، أمّي، ويعيش في ريف موغل في الأميّة. كما أنه لم يعاصر كليوبترا ليعرف أن ذاك الحليب له تأثير سحري على جسد المرأة، حيث يزيدها جمالا وألقا وحسن قوام، لكنه علم، قبل الباحثين الايطاليين بحوالي قرن كامل أن لذلك الحليب فوائد جمّة لصحة الانسان ولياقته البدنية إذ «يساعد على الحفاظ على الرشاقة والطاقة وصحة القلب» حسبما أوردت عنهم صحيفة «ديلي ميل» الانقليزية... فقد حدثني، منذ اكثر من خمسين سنة أن حليب الأتان (أنثى الحمير) دواء ناجع للعيون المريضة. وبما أنه كان يشكو سقما في عينيه بشكل يهدده بالعمى، فقد كان يعمد، كلما زارنا، الى أخذ نصيب من حليب أتاننا ليبلل به عينيه الكريمتين، وربما لشربه خلسة منّا. ونظرا الى كوني شاهد عيان على الحديث والحدث، على أن أصدع بالحقيقة القائمة أو النتيجة الحاصلة: فخالي الذي تجاوز الآن من العمر الثمانين سنة، مازال، الى حدّ هذه السنّ، في صحة رائعة ويتمتع بنظر ثاقب بفضل ذلك الحليب العجيب.