للدفاع عن مصالحهم وحقوقهم والوقوف ضد حملة تسييس المساجد أعلنت مجموعة من أئمة المساجد والخطباء عن تحركها لتأسيس نقابة خاصة بهم داخل الاتحاد العام التونسي للشغل على غرار القطاعات الأخرى. «الشروق» حاورت بعض الأئمة ورصدت مواقفهم وانتظاراتهم من النقابة حيث أكد الإمام نور الدين بن ساسي أن الأجر الذي يتقاضاه الإمام لا يفي بمستلزمات حياته اليومية الى جانب عدم تمتعه بالتغطية الاجتماعية ولابدّ من تأسيس نقابة تدافع عن حقوق الائمة وتطالب بضرورة خروج الإطار الديني عن سلطة إشراف وزارة الداخلية. وأضاف أن مسألة تسييس المساجد مرتبطة بالانتماءات السياسية للإمام الذي يشترط ان يكون مستقلا عن جميع الاحزاب السياسية. أما الشيخ أحمد الغربي فقد أكد ان في مثل هذه الوضعية الراهنة التي يعيشها قطاع الأئمة في تونس لا يمكن المطالبة بتأسيس نقابة باعتبار ان الإمام يقع تنصيبه بصفة وقتية وليس إطار رسمي كما انه لا يطبق عليه القانون الأساسي للوظيفة العمومية كبقية موظفي الدولة وبالتالي فإن مسألة النقابة الخاصة بالأئمة والخطباء هي مسألة سابقة لأوانها في هذه المرحلة. وعن حملة تسييس المساجد أكد الشيخ أحمد أن مسألة تسييس دور العبادة هو موضوع لابدّ لسلطة الاشراف من الدفاع عنه وذلك بمجهودات الإطارات الدينية الموجودة في كافة مساجد الجمهورية بما فيها أئمة الخطابة مشيرا الى ضرورة تكافل الجهود لإبعاد المساجد عن الصراعات والدعايات السياسية لتبقى دور العبادة للمهام المنوطة بعهدتها والمعروفة مؤكدا ان تأسيس النقابة لا يحل مسألة تسييس المساجد. ولابدّ لسلطة الاشراف من الأخذ بعين الاعتبار تحسين الوضعية المادية لأئمة المساجد والخطباء حتى يتمكنوا من القيام بواجبهم في أحسن الظروف والأحوال، وهو ما أيده الإمام العربي كثيري الذي أبدى استياءه من الوضع المادي «المزري» الذي يعانيه الإمام حيث لا يتجاوز راتبه الشهري 150 دينارا. كما أوضح ان مهمة تنصيب الإمام لابدّ ان تكون تحت اشراف وزارة الشؤون الدينية على خلاف ما كان يقع في العهد البائد حيث يتولى المعتمد او العمدة تنصيب او عزل الإمام بطريقة عشوائية وطالب بضرورة مراجعة الأجر الذي يتقاضاه الإمام مع الحرص الشديد على ضرورة ان تتوفّر لديه (الإمام) الكفاءة اللازمة لتوليه إدارة شؤون المسجد. أما مسألة تسييس المساجد فهي تبقى رهينة حياد الإمام عن كل انتماء سياسي. كما اعتبر الإمام توفيق ان وجود نقابة تدافع عن مصالح وحقوق الأئمة ضروري مشيرا الى أن المساجد مخصصة للعبادة والتقرب الى الله ولا مجال لممارسة السياسة داخلها.