تونس «الشروق» حوار: النوري الصّل: اتّهم السيد أحمد الصوفي، المستشار الاعلامي للرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح في لقاء خاص مع «الشروق» الولاياتالمتحدة بتدبير محاولة تصفية «صالح» مؤخرا مشيرا إلى أنّ القذائف المستخدمة في هذه العملية لا توجد في اليمن أصلا. الأستاذ أحمد الصوفي شرح في هذا الصدد موقف السلطة اليمنية من الأزمة الجارية مؤكدا أنّ الخروج من هذا المأزق يحتم إجراء انتخابات عاجلة... وفي ما يلي هذا الحوار: ما موقفكم بداية مما يحدث في اليمن اليوم... ماهي برأيك مآلات الأزمة ومخارجها... وكيف تتعاطون في السلطة مع هذه المرحلة؟ أعتقد أننا اليوم في اليمن نمرّ بمرحلة عصيبة... وهي مرحلة تختلف عمّا مرّت به مختلف الدول الأخرى وذلك بسبب خصائصنا القومية والاجتماعية والطبيعة الديمقراطية للنظام السياسي اليمني ومكوّن الوحدة الاجتماعية والسياسية... وينضاف إلى هذه العناصر تضافر القوى الاقليمية والخليجية التي ستساعدنا في تقديري على تجاوز هذه الأزمة التي اتخذت منحى دوليا بسبب مشروع اغتيال الرئيس علي عبد اللّه صالح وأظنّ أن المخرج من هذه الأزمة السياسية الدخول في انتخابات برلمانية عاجلة وفي انتخابات رئاسية خلال 60 يوما... ونتوقع أنّ يدعم الرئيس باراك أوباما هذا المقترح حال عودة الرئيس علي عبد اللّه صالح. هل نفهم من كلامكم هذا أنّ فرضية عودة «صالح» لا تزال قائمة من وجهة نظركم؟ نحن لا نتوقع عودة الرئيس صالح فحسب، بل إننا متأكدون من هذا الأمر... نحن مازال رئيسنا علي عبد اللّه صالح الذي ذهب في إجازة للعلاج بكامل طاقمه وبكامل مراسيم الرئاسة وتسجيلاته... ماذا عن «جديد» وضعه الصحي؟ نحن لا نستطيع أن نقدم أي بيانات في هذا الشأن لأن هذا الأمر موكول الى وزير الصحة اليمني، لكن لدينا ما يمكن أن يمطئننا حول صحة الرئيس... والبارحة كانت هناك في اليمن زغاريد وحفلات ابتهاجا لنجاح العملية الجراحية التي أجريت له. لكن هناك توجها أمريكيا وحتى خليجيا على ما يبدو نحو منع عودة الرئيس صالح وايجاد بديل له في الحكم... فكيف تنظرون إلى هذا التوجّه؟ إذا لم يعد الرئيس صالح ويتسلم زمام الأمور ويتولى بنفسه تحديد طرق الخروج من هذه الأزمة، فإن اليمن سيدخل نفق المجهول... لكن ما أؤكده أن أيّ قوة مهما كانت سواء كانت أمريكية أو أوروبية أو خليجية أو حتى شيطانية لا تستطيع أن تقف حائلا أمام عودة الرئيس... نحن دولة ذات سيادة... والسفير الأمريكي هو سفير لدولة وليس حاكما في اليمن... وأي شخص يتجاوز حدوده، فإن لدينا القدرة على أن نوقفه عند حدّه... اليمن لديه اشكالية في إدارة السلطة ولأن صالح استطاع أن يدير المكوّنات الاجتماعية والقبلية، فإن أمريكا وجدت نفسها في حيرة أمام النموذج اليمني... وهو نموذج لا ينطبق عليه لا البوليس المصري ولا ديكتاتورية بن علي... إلى أين وصلت التحقيقات في «واقعة المسجد» الذي أصيب فيها صالح... ومن يقف وراءها برأيكم؟ في الحقيقة كل ما أستطيع قوله في هذا الموضوع أننا بصدد البحث في نوعية المقذوف الذي ألقي على الرئيس علي عبد اللّه صالح... ولدينا الآن بحثا دقيقا جدا حول الجهة التي تقف وراء هذه العملية... وهناك تساؤلات كبرى بهذا الشأن ولكننا على يقين بأنّ الرئيس تعرض الى محاولة اغتيال... وهذا سيرد في التحقيق الجاري الآن... لأن ما حدث كان بالفعل عملية لتصفية الرئيس صالح تقف وراءها الولاياتالمتحدة ونحن نربط هنا بين هذه العملية وبين التصريحات التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والتي وصفت فيها صالح بأنه عائق رئيسي أمام الثورة اليمنية وسبب أساسي في الأزمة... وهذه التصريحات تعدّ تحريضا واضحا على العنف... ولكن هذه تحليلات وتخمينات وليست معلومات؟ كما قلت هناك تحقيق جار حول هذه المسألة... لكن ما حدث كان بالتأكيد محاولة اغتيال مدبّرة... فالمقذوفات التي ألقيت على الرئيس في المسجد وفي محيطه عندما كان يصلي لا يوجد مثلها في اليمن... فهي تنفجر وترسل غازات حارقة... كما أنّ هذه العملية لا تستطيع حتى الطائرات دون طيار أن تقوم بها...