علمت «الشروق» أنّ مجموعة من الناشطين السياسيين ينكبون هذه الأيام على وضع اللمسات الأخيرة للإعلان عن تأسيس «حزب المرأة التونسيّة»، وذكرت الدكتورة آسيا عبد الله مؤسّسة هذا الحزب ل«الشروق» أنّ الحزب سيهدفُ إلى تعزيز مكانة المرأة في المجتمع المدني والسياسي وفي إطار الدولة الديمقراطية والمدنية المتمسّكة بثنائيّة الأصالة والحداثة. وممّا جاء في النص التأسيسي لهذا الحزب:«لقد نتجت فكرة تأسيس حزب المرأة التونسية عن دراسة موضوعية ومنطقية للمشهد السياسي التونسي الحالي وتطلعات المجتمع التونسي المستقبلية وبعد إبراز نقاط الضعف والقوة استنتجنا انه رغم التقدم الملحوظ والهائل الذي تحقق في الحياة السياسية التونسية أخيرا وفي مدة زمنية قصيرة لم نكتمل بعد ولم نلم بعد بكل الوسائل التي تضمن تحقيق الديمقراطية ولا يزال بالتأكيد النضال من اجل تحقيقها مستمر». كما جاء في البيان التأسيسي كذلك: «إنّ حزب المرأة التونسية سيقدم إضافات عديدة ومجدية للمشهد السياسي التونسي أولها أنها تجربة فريدة من نوعها لم يسبق لها مثيل لا في البلدان الغربية ولاسيما في البلدان العربية وهو منتوج الثورة التونسية تختص به وحدها وتجربتها السياسية التي ستمثل قدوة للمجتمعات العربية والمطالبة بتحقيق النجاح ، كما سيمكن هذا الحزب المرأة التونسية من دخول الحياة السياسية عن جدارة وبطريقة فعلية فإلى اليوم لا يزال الحضور السياسي للمرأة التونسية نادرا وشكليا وتقتصر الأنشطة الرئيسية على المنضمات الجمعياتية التي تعد على الأصابع والأنشطة الغير سياسية والتي في النهاية نتائجها محدودة وغير مضمونة في حين أن الجواب سياسي بحت». دفاع عن الحقوق دون تفويض ويرى المؤسّسون أنّ على المرأة التونسية الدفاع عن حقوقها ومكاسبها مباشرة من دون أي اتكالية أو تفويض لهذه المسؤولية التي لا يستطيع احد غيرها تحملها خاصة وان حقوق المرأة في تونس أصبحت موضع جدل ومهددة مباشرة بعد تكوين أحزاب وقوى سياسية ذات مرجعية سلفية فتكوين حزب سياسي يدافع عن حقوق المرأة ومكاسبها منطقي وهو وحده القادر على الإيفاء بهذا الغرض ولا نستطيع أن نفوت هذه الفرصة التاريخية التي ربما لن تسنح أبدا مرة أخرى ، وكذلك لضمان المسار الديمقراطي وجب تحقيق التوازن بين القوى السياسية التي تكون المشهد السياسي التونسي ورغم كثرة الأحزاب يبقى غياب المرأة ملحوظا وتبقى المخاوف نفسها لان الرؤى السلفية تبني أساس برنامجها السياسي على إعادة النظر في وضعية المرأة في تونس ووضعية الأسرة وكيان المجتمع التونسي بأسره بينما تعجز الأحزاب الأخرى عن إجابتها او تقتصر على إجابة سطحية فللرد وجب تكوين حزب سياسي يتولى هذه المهمة الصعبة والتي ولا شك ستقرر مصير البلاد ووجه المجتمع التونسي في الحقبة الزمنية المقبلة. فحزب المرأة التونسية –بهذا المعنى وحسب رؤية مؤسّسيه- هو حزب يدعم القومية التونسية والهوية التونسية وطريقة العيش التونسية والثقافة التونسية وما يميزها عن باقي البلدان والشعوب الغربية والعربية على السواء ويدعم سيادة الشعب التونسي وحقه في اتخاذ قراراته المصيرية وحقه في الاختلاف عن بقية الشعوب العربية والغربية ويدعو الى الانفتاح الثقافي والتبادل المتوازن بين البلدان والشعوب مع الحفاظ على الهوية التونسية وميزاتها دون الانصهار الكلي في الثقافات الأجنبية الشيء الذي يؤدي الى اندثار الثقافة التونسية. حزب ديمقراطي وحزب المرأة التونسية هو حزب ديمقراطي بطبعه كما بيناه في القانون الأساسي للحزب لان في الحفاظ على حقوق المرأة دعم مباشر للديمقراطية وتجريد المرأة من حقوقها وحرياتها وكرامتها مضاد لمبدإ حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والمساواة وكتم صوت المرأة مضاد للديمقراطية وظلم المرأة لا يمكن ان ينتج الا مجتمعا ظالما وان مجتمعا مبنيا على الظلم لا يمكنه حماية الحقوق والحريات لأنه إن رضي لفئة واحدة منه بضياع حقوقها تهدر بذلك حقوق جميع الفئات في تسلسل منطقي لهاته الممارسات وان بناء مجتمع ظالم متضاد كليا مع أهداف الثورة التونسية التي قامت من اجل الحرية والحقوق