التزم كمال بوغزالة بالجدية والمثابرة ولم يكن يخجل من البقاء في الصف الثاني عندما كان محمود الورتاني على رأس الإدارة الفنية للجامعة وذلك بالرغم من أنه يجر خلفه تجربة تدريبية قوامها 26 عاما. أنهى الورتاني مسلسل التلميحات والاتهامات التي ميزت علاقته مع بعض أعضاء الجامعة وقرر تقديم استقالته وهو ما جعل المكتب الجامعي يستنجد بخدمات كمال بوغزالة لسدّ هذا الشغور وقد جاء هذا القرار لعدة اعتبارات في مقدمتها إلمام بوغزالة بمتطلبات الإدارة الفنية بحكم أنه شغل خطة المدير الفني المساعد طيلة الأشهر الماضية كما أن بحوزته تجربة ثرية في عالم التدريب الذي اقتحمه منذ عام 1985. «الشروق» التقت كمال بوغزالة وتحدثت إليه بشأن المستجدات التي شهدتها الإدارة الفنية فأكد مايلي: لا تهمني المدة التي سأقضيها في الإدارة الفنية في البداية سألنا السيد كمال بوغزالة عن مستقبل الإدارة الفنية بعد استقالة محمود الورتاني فقال : «أريد أن أشكر المكتب الجامعي الذي وضع ثقته في شخصي لخلافة الورتاني وشخصيا لا تهمني المدة الزمنية التي سأقضيها على رأس الإدارة الفنية حتى وان اقتصر الأمر على العمل لمدة أسبوع واحد إذ أننا سنحاول مواصلة تنفيذ البرنامج الذي سطرته الإدارة الفنية وأظن أننا نجحنا إلى حد كبير في تحقيق عدة مكاسب خلال الأشهر القليلة الماضية فقد تمكنا من تكوين منتخب محترم ومتجانس بالنسبة لمواليد 1996 وعملنا كذلك على توسيع قاعدة ممارسة رياضة كرة القدم بإيعاز من الاتحادين الدولي والافريقي لكرة القدم وأقمنا عدة دورات جهوية ونجحنا كذلك في تأمين شهادة المعادلة الخاصة بالإجازة «ب» في التدريب الرياضي والتي يمنحها «الكاف» لحوالي 50 مدربا تونسيا وهو ما سيدعم تواجد الاطارات التدريبية التونسية في بلدان الخليح بحكم أن المشرفين على الكرة في هذه البلدان يضعون هذه الإجازة ضمن شروط تعاقدهم بالمدربين الأجانب وطبقنا أيضا سياسة اللامركزية وتجسد هذا الأمر من خلال الزيارات الميدانية التي قمنا بها إلى ولايات الكافوقفصة وسيدي بوزيد وتوزر....» سأستفيد من تجربتي الطويلة وأضاف بوغزالة قائلا:« سأعمل على الاستفادة من تجربتي الطويلة في التدريب فقد سبق لي الاشراف على حظوظ العديد من الأندية مثل أولمبيك مدنين ومستقبل قابس واتحاد بن قردان وقوافل قفصة وأمل حمام سوسة...هذا فضلا عن الشهائد التي بحوزتي فأنا متحصل على الديبلوم الفيدرالي بفرنسا بالاضافة كذلك إلى الدرجة الثالثة في التدريب وأؤكد كذلك أنني أعتبر الراتب الشهري الذي يتحصل عليه المدير الفني للجامعة محترم جدا (5 آلاف دينار) قياسا بالظرف الدقيق الذي تعرفه بلادنا.» الورتاني عمل على تغييبنا تحدث بوغزالة أيضا عن العمل الذي قام به الورتاني على رأس الإدارة الفنية فقال:« أظن أن محمود الورتاني أراد الالتزام بالقيام ببعض الأعمال التي لا تتماشى والامكانات الحقيقية التي بحوزة الإدارة الفنية إذ أنه كان يتوق إلى المثالية كما أنه لم يكن يستشيرنا سوى في الشؤون الثانوية أما القرارات الكبيرة فقد كان يتخذها بمفرده وهو ما جعلنا نشعر بالتغييب ومع ذلك فنحن نعترف أنه كان من أصحاب الضمائر الحيّة وأدى واجبه بكل جدية وهو ما جعلني أقترح على المكتب الجامعي تكريمه». لن نتدخل في شؤون المنتخبين الأول والأولمبي وبخصول صلاحيات الإدارة الفنية يقول بوغزالة «أعتقد أن صلاحياتنا ستقتصر على العناية بمنتخبات الشبان ذلك أننا نرفض التدخل في شؤون المنتخبين الأول والأولمبي إلا في صورة طلب منا الاطار الفني الأخذ بمقترحاتنا كما أننا سنفتح أبواب الحوار مع جميع الأطراف وسنعمل على وضع برامج واضحة ومدروسة على المدى البعيد تماما مثلما يحدث في البلدان المتقدمة، أي مستقبل لمنتخبات الشبان؟ تطرقنا في حوارنا مع بوغزالة إلى المشاغل ومشاكل منتخبات الشبان فقال: «أؤكد أن قرار عدم مشاركة منتخب 1993 1994 في البطولة العربية التي سيحتضنها المغرب جاء نتيجة ظروف قاهرة بحكم الصعوبات المالية في الوقت الراهن أما بخصوص منتخب 1992 فإننا سنحسم ملف مدربه في القريب العاجل والأمر نفسه بالنسبة إلى منتخب الأواسط حيث ستفتح باب الترشحات لتدريبه خلال الآونة القادمة وسنقدم إلى المكتب الجامعي مقترحاتنا بشأن تجديد عقود بعض الاطارات الفنية على أن تتخذ الجامعة القرار النهائي ومن جهة أخرى نعتزم القيام بدورة تشارك فيها المراكز الجهوية قصد انتقاء المواهب الكروية التي ستشكل النواة الأولى للمنتخب الوطني مواليد 1997. مهمتي مرتبطة ببقاء المكتب الجامعي وختم بوغزالة حديثه قائلا:« سنسعى كذلك في الآونة القادمة إلى معالجة ملف مراكز التكوين الخاصة إذ أننا نتطلع إلى ضمان الاستقلالية المالية لهذه المراكز ونريد المساهمة في تكوين ورسكلة الاطارات الفنية التي ستعمل صلبها وأؤكد أن الإدارة الفنية ستحافظ على مكانتها بالرغم من الظروف الحالية ونعول في انجاح مهمتنا على علاقتنا المتميزة مع المكتب الجامعي إذ أن السيد أنور الحداد أظهر تمسكه بسياسة الحوار وتجنب الاستبداد بالرأي وأريد الاشارة كذلك إلى أن عملنا صلب الإدارة الفنية سيحرص أيضا على دعم المعطيات الجديدة التي أفرزتها الثورة التونسية لذلك أقدمنا مؤخرا على دعم بعض مناطق الظل من خلال التبرعات المالية لأعضاء الإدارة الفنية وأؤكد أن مهمتي على رأسها ستكون مرتبطة ببقاء المكتب الجامعي الحالي».