تعيش الإدارة الفنية لجامعة كرة القدم حاليا فترة مخاض عسيرة بسبب افتقادها إلى الربان المناسب القادر على وضع برامج مدروسة للنهوض بالكرة التونسية. حالة الشغور التي تواجهها الإدارة الفنية بعد استقالة محمود الورتاني وتعويضه بكمال بوغزالة قد تضع له الجامعة حدا خلال الأيام القليلة القادمة وذلك بعد أن أعلنت فتح باب الترشحات لهذا المنصب والذي سيبقى حلقة مهمة جدا إذا كنا نتطلع فعلا إلى وضع خارطة منهجية لإنقاذ الكرة التونسية وستكون الإدارة الفنية حسب اعتقادنا إلى تخليصها من التهميش المادي والرياضي إذ أنه من المخجل أن نشاهد خلافا حادا ينشب بين المدير الفني وأمانة المال صلب الجامعة بسبب مبلغ زهيد قدره 5 الاف دينار (الخلاف بين المدير الفني السابق محمود الورتاني وجلال بن تقية) كما أن الإدارة الفنية تتطلع إلى استعادة صلاحياتها إذ أنه ليس من المنطقي أن يتم اختزال مهامها في العناية بمنتخبات الشبان والتكوين والرسكلة دون أن يكون لها دور مهم صلب المنتخب الأولمبي وكذلك المنتخب الأول حتى وإن اقتصر هذا الدور على بعض التوجيهات الفنية. ستّة أسماء مرشحة أبدت عدة وجوه رياضية مؤخرا عن رغبتها في تقديم ملفات ترشحها لمنصب المدير الفني وستنحصر المنافسة بصفة مبدئية بين ستة أسماء وهي على التوالي: رضا الجدي ومختار التليلي وكمال القلصي وسالم كريم والصغير زوية وعمار السويح. بوغزالة يفسح المجال أمام الآخرين في الوقت الذي اعتقدنا فيه أن كمال بوغزالة الذي عوض مؤخرا الورتاني على رأس الإدارة الفنية سيكون أحد المرشحين لهذا المنصب فإنه كشف لنا بأنه يتطلع إلى العودة مجددا إلى الميادين وذلك من بوابة الإشراف على تدريب أحد منتخبات الشبان وقال إنّ الإدارة الفنية لم تعد من بين أولوياته. منافسة قوية بين التليلي والسويح علمنا أن عدة أطراف تسعى جاهدة إلى إقناع مدرب المنتخب الأولمبي عمار السويح بتقديم ترشحه لمنصب المدير الفني وتعول هذه الأطراف على التجربة الثرية للسويح (من مواليد 11 جوان 1957) بحكم أن مسيرته التدريبية انطلقت منذ عام 1978 حيث أشرف على حظوظ عدة أندية مثل طبربة وأولمبيك الكاف وقوافل قفصة ومستقبل قابس ونادي حمام الأنف الذي أحرز معه على كأس تونس عام 2001 بالإضافة إلى النجم الساحلي والمنتخب الوطني وعدة أندية خليجية قبل أن يتولى تدريب المنتخب الأولمبي حيث فشل في اقتلاع ورقة الترشح إلى الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها لندن عام 2012 وهي النقطة التي يشترك فيها السويح صاحب المزاج الحاد مع المدرب التونسي المخضرم مختار التليلي (من مواليد عام 1942) والذي فشل بدوره في قيادة المنتخب الأولمبي الفلسطيني إلى الألعاب الأولمبية وقرر التليلي تقديم ترشحه للإدارة الفنية ويعتقد التليلي أنه سيكون الأوفر حظّا من بقية منافسيه بحكم تجربته التدريبية الثرية ذلك أن المدافع السابق للشيمنو وضع الكرة جانبا منذ أن بلغ عمره 25 عاما وتفرغ للتدريب ودرب التليلي العديد من الأندية في تونس على غرار أولمبيك الكاف ونادي حمام الأنف وسكك الحديد الصفاقسي والأولمبي الباجي والترجي الجرجيسي وأحرز التليلي على لقب الكأس في ثلاث منافسات (مع الترجي في مناسبتين 1979 و1980 ومع النادي البنزرتي عام 1982) وأشرف كذلك على تدريب المنتخب الوطني الأول (نوفمبر 1988 وجويلية 1989). سالم كريم واثق من نفسه اللاعب السابق لأولمبيك مدنين والملعب التونسي سالم كريم (60 عاما) يدخل أيضا بحظوظ وافرة بحكم التجربة التي اكتسبها فهو متحصل على الدرجة الثالثة في التدريب الرياضي ويبدو ملما بمتطلبات قطاع الشبان بحكم أنه درب سابقا منتخب الأصاغر (يضم في صفوفه انذاك اللاعبين الدوليين السابقين بسام الجريدي وعبد القادر الركباوي) ودرب الأصناف الشابة صلب عدة أندية أيضا وسبق له تدريب الملعب التونسي والتحق سالم كريم منذ حوالي سبع سنوات بالجامعة التونسية لكرة القدم ويضطلع بأكثر من خطة في الوقت الراهن (مراكز تكوين الشبان وكرة القدم داخل القاعات...) ويذكر أن سالم كريم محاضر لدى ال«فيفا» ويؤكد سالم كريم أنه جهّز برنامجا شاملا للنهوض بالإدارة الفنية. القلصي يشترط يعتقد كمال القلصي أنه تعرض إلى الظلم خلال العام الماضي عندما تم رفض ملف ترشحه لمنصب المدير الفني بدون موجب لذلك قرر القلصي أن لا يترشح ثانية للإدارة الفنية للجامعة من تلقاء نفسه إلا إذا استنجدت الجامعة بخدماته ويذكر أن القلصي (عمره 53 عاما) يحمل في جرابه تجربة قوامها حوالي ثلاثة عقود وسبق له العمل صلب النادي الإفريقي ويشغل حاليا خطة مدير فني بالنجم الرياضي الساحلي المتعاقد معه إلى حدود 2012. في الانتظار المرشح الخامس لمنصب الإدارة الفنية هو رضا الجدي الذي وقع الإجماع على أنه بقي من الكفاءات الفنية المهمشة ببلادنا فقد سبق لرضا الجدي أن قام بدور فني مهم أثناء إشراف الفرنسي «روجي لومار» على تدريب المنتخب الوطني وكذلك الأمر نفسه في الفترة التي كان خلالها البرتغالي «كويلهو» على رأس منتخبنا الوطني وذلك من خلال اضطلاعه بمتابعة الفرق المنافسة وجمع مختلف الإحصائيات وقد تميز الجدي بتحاليله الفنية العميقة وسبق له أيضا العمل صلب النجم الساحلي (متابعة فريقي الآمال والأكابر) أما المرشح السادس فهو السيد الصغير زوية الذي يشرف حاليا على التكوين والرسكلة صلب الإدارة الفنية وهو محاضر دولي لدى ال«فيفا» ومن المؤكد أنه يعرف جيدا واقع الكرة التونسية من عمله الحالي في الإدارة الفنية ولكن مازلنا ننتظر أن يؤكد الجدي وزوية ترشحهما بمجرد عودتهما على التوالي من فرنسا ومصر. راتب شهري ب5 الاف دينار علمنا أن الراتب الشهري للمدير الفني يقدر بحوالي 5 الاف دينار وهو ما أكده لنا كذلك أمين مال الجامعة جلال بن تقية وقد اختلفت وجهات النظر بشأن هذا المبلغ حيث يعتبره بعض الفنيين زهيدا جدا ولا يليق بمنصب حساس كهذا في المقابل يعتقد البعض أن أصحاب هذا الرأي وقعوا في فخ المقارنات بين راتب المدير الفني والجرايات التي يتحصل عليها مدربو الأندية وهو أمر مرفوض خاصة في ظل الأوضاع المالية الصعبة لقطاع الرياضة ويتبادر إلى أذهاننا مجرد سؤال: هل أن عمار السويح الذي يتقاضى راتبا شهريا قدره 15 ألف دينار سيقبل بثلث هذا المبلغ أم أن الجامعة سيكون لها رأي آخر؟