تستقبل معتمدية الصخيرة خلال الأيام الأخيرة وكغيرها من مناطق الجنوب التونسي عديد العائلات المهاجرة والتي تدفقت على الأراضي التونسية وهروبا من جحيم الحرب بالأراضي الليبية. أهالي الصخيرة احتضنوا بحبّ وتعاطف كبيرين العائلات التي اختارت الاقامة بالجهة بإحاطة من لجنة الاغاثة التي تشكّلت للقيام بمهام الإيواء ومساعدة العائلات التي فرّت في ظروف استثنائية، وتم توزيع أغلب اللاجئين من أطفال ونساء وشيوخ على منازل تبرّع بها أصحابها خصيصا لإيواء هذه العائلات، أما تزويدهم بما يحتاجونه من غذاء ومواد فكان التنظيم محكما ومعبّرا من طرف لجنة الاغاثة التي شرّكت جميع الأهالي والمتساكنين من أجل المساهمة في هذا العمل التاريخي لفائدة الأشقاء الليبيين، فوضعت برنامجا لكل حي من الأحياء يتداول بمقتضاه المتبرعون من الشبان على توفير الغذاء بشكل يومي للعائلات المهاجرة، وهكذا تلتزم كل مجموعة بالقيام بواجب الضيافة مرة في الأسبوع، وكان لهذه الحركة الأثر النفسي على العائلات الليبية التي اندمجت بسهولة في الحياة اليومية بالجهة من خلال الأبواب التي فتحت أمام أبنائها من مدارس ابتدائية ودور ثقافة ودار الشباب، الايجابي في هذا العمل التضامني هو غياب التجاذبات السياسية والمزايدات الحزبية بين الساهرين على هذا العمل الخيري رغم اختلاف المشارب والانتماءات لأن تونس وطن الجميع.