استمرت امس حالة الاغلاق والحصار المشددين اللذين تفرضهما قوات الاحتلال على الاراضي الفلسطينية من شمال الضفة الغربية الى قطاع غزة، فيما لا يزال الاستنفار الامني الصهيوني قائما تحسبا لعمليات فدائية. وفي الجانب المتعلق بخطة شارون حول الانسحاب المفترض من قطاع غزة، تشرع مصر في نهاية الشهر الجاري في تدريب مجموعة من الضباط الفلسطينيين ترقبا للانسحاب الاسرائيلي. وأعلن امس حكم بلعاوي وزير الداخلية الفلسطيني ان تدريب 45 ضابطا فلسطينيا في مصر سوف يبدأ يوم 25 سبتمبر الجاري وسوف يستغرق ما بين 6 و10 اسابيع. «مساعدة» مصرية ويفترض ان يصل الضباط الفلسطينيون الى مصر يوم غد السبت وفق ما كانت ذكرته صحيفة «الأهرام» المصرية في وقت سابق. وقبل بدء الدورة التكوينية الخاصة بالضباط الفلسطينيين، بحث امس وزير الداخلية الفلسطيني حكم بلعاوي مع المسؤولين المصريين في القاهرة تفاصيل المساعدة التي تنوي مصر تقديمها للسلطة الفلسطينية ترقبا للانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة الذي يفترض ان يتم في غضون عام من الان حسب رئيس الوزراء الصهيوني شارون. ومن المنتظر ان تختتم اليوم المباحثات الامنية الفلسطينية المصرية التي تمثل تمهيدا للحوار المقبل بين السلطة والفصائل الفلسطينية بالقاهرة. وفي مقابلة مع وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية قال بلعاوي ان مصر بدأت برنامجا مكثفا لاعادة بناء وتأهيل اجهزة الامن الفلسطينية وتدريب قياداتها مشيرا بالتحديد الى التدريبات التأهيلية التي تخص 45 ضابطا كبيرا من اجهزة الامن الفلسطينية. وتابع الوزير الفلسطيني الذي رأس وفدا ضم قيادات من الشرطة واجهزة امنية اخرى، انه لمس عزما مصريا على انجاح برنامج تأهيل الامن الفلسطيني وحرصا على ان تفضي الجولة المقبلة من الحوار الفلسطيني الفلسطيني الى قرارات تكون ملزمة للجميع. اغلاق... حصار... وعدوان وعلى الميدان داخل الاراضي الفلسطينية استمر امس الاغلاق والحصار المشددان على الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي الوقت الذي تسد فيه القوات الصهيونية منافذ معظم المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية احتجز جنود الاحتلال امس عشرات الفلسطينيين من قرى شمال غربي القدسالمحتلة بالقرب من قرية النبي صموئيل. ومنع هذا الاجراء وصول مئات الطلبة والموظفين الى البلدان القريبة والى مدينة رام الله. وبالتوازي مع حالة الاغلاق التي ستتواصل لمدة اسبوع اخر على الاقل بسبب الاعياد اليهودية استمر الاستنفار الامني الاسرائيلي المشدد مضاعفا من معاناة الفلسطينيين من شمال الضفة الى جنوبها. وفي منطقة نابلس التي شهدت أمس مزيدا من التوغلات الاسرائيلية سلّمت اول امس طالبتان فلسطينيتان نفسهما لجيش الاحتلال بعدما كان قد هدد بنسف منزل عائلتيهما متهما اياهما بالاعداد لعملية استشهادية. وفي نابلس ايضا شيع امس الالاف شهداء المقاومة الخمسة الذين سقطوا اول امس في عملية لقوات الاحتلال بالبلدة القديمة. ودعا المشيعون الى الثأر وهو ما كانت قد لوّحت به كتائب شهداء الاقصى التي ودعت خلال الجنازة 4 من ناشطيها.