أوقعت أمس الاعتداءات الصهيونية مزيدا من الشهداء في قطاع غزة الذي بلغ بشارون «الجنون» حدّ التهديد ب «محوه» من الوجود اذا استمرت المقاومة في قصف المستوطنات بالصواريخ او سعت الى ضرب القوات الاسرائيلية اثناء انسحابها المفترض منه بعد اشهر. وجاء تهديد شارون في سياق اصراره المعلن على تنفيذ الانسحاب المرتقب للعسكريين والمستوطنين الصهاينة من قطاع غزة في الزمان والمكان اللذين تحددهما حكومته وليس تحت ضغط المقاومة الفلسطينية الساعية الى تحويل الانسحاب الى «هروب» مثلما فعلت القوات الاسرائيلية. تدمير شامل وأوردت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية في تقرير لها اول امس ان شارون نقل التهديد بمحو مناطق كاملة من قطاع غزة عن طريق مسؤولين اجانب زاروه في الآونة الاخيرة. ومن بين ما ورد في رسائل التهديد الصادرة عن شارون ان الكيان الاسرائيلي سيردّ بقسوة لم يُر مثيل لها في المنطقة في حال استمرت الهجمات الصاروخية من جانب «حماس» خصوصا على المستوطنات في جنوبفلسطينالمحتلة وعلى مستوطنات قطاع غزة المشمولة بالانسحاب الاسرائيلي المفترض. ونقلت الصحيفة عن احد المقربين من شارون قوله ان شارون سيأمر بمحو مناطق كاملة في قطاع غزة عن وجه الارض اذا استمر الوضع على حاله واذا حاول الفلسطينيون ضرب القوافل الصهيونية المنسحبة من قطاع غزة. وقال المسؤول الاسرائيلي ذاته انه لن يبقى في هذه الحالة لمحمود عباس (أبو مازن) الكثير من الوقت للاحتفال بالنظر في اشارة الى الاحتفال بالانسحاب الاسرائيلي من القطاع. وربما تكون رسائل شارون قد نقلت الى محمود عباس بواسطة الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر والوزير الاول الفرنسي الاسبق ميشال روكار الذي يرأس بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي الى الانتخابات الرئاسية الفلسطينية. تقتيل يومي وعلى الميدان استمرت امس الاعتداءات الاسرائيلية في قطاع غزة على وجه الخصوص موقعة مزيدا من الشهداء والجرحي. واستشهد امس الفلسطيني محمود الفرا (61 عاما) الذي يعمل ضابطا بالامن الفلسطيني حين تعرض لاطلاق النار من جانب جنود الاحتلال عند حاجز عسكري اسرائيلي قرب خان يونس. وفتح جنود الاحتلال النار على سيارات فلسطينية كانت تنتظر الدور لعبور حاجز «أبوهولي» فاصيب الضابط الفلسطيني برصاصتين قاتلتين. وزعم مصدر عسكري اسرائيلي لاحقا ان الشهيد كان مسلحا وانه اقترب من الحاجز سيرا على الاقدام. وفي الضفة الغربية اعتقل ما لا يقل عن 9 فلسطينيين في حملة مداهمات اسرائيلية جديدة الليلة قبل الماضية. ووضعت سلطات الكيان الاسرائيلي قواتها في حالة استنفار تحسبا لعمليات فدائية اليوم الاحد بمناسبة الانتخابات الرئاسية الفلسطينية.