باجتياز شعب الرياضيات، والعلوم التجريبية والتقنية لمادة الإعلامية.. وشعبة الاداب لمادة الفرنسية.. وشعبة اقتصاد وتصرف لاختبار التصرف.. وشعبة الإعلامية لمادة قواعد البيانات تكون دورة الباكالوريا قد دخلت أمس يومها الخامس وعلى عكس اليومين الأولين كان عديد التلاميذ منشرحين خلافا لتلاميذ شعبة اقتصاد وتصرف الذين عبروا عن قلقهم من مادة التصرف . «الشروق» زارت في هذا اليوم واحدا من أعرق معاهد ولاية سوسة وهومعهد شارع الطاهر صفر أو ما يعرف بمعهد الفتيات بسوسة وهو أكبر مركز اختبار يضمّ 596 مترشحا توزعوا على 33 قاعة، ورصدنا بعض انطباعات التلاميذ والأولياء والأساتذة وأيضا مدير هذا المركز. قلق من اختبار التصرف عبّر مجمل تلاميذ شعبة الإقتصاد والتصرف عن عميق قلقهم من اختبار التصرف الذي كان حسب انطباع التلاميذ: نوال الصيد وحمدة الزرماطي وألفة العياري في متناول التلميذ الجيد فقط أما بالنسبة إلى التلميذ المتوسط فهو عسير . كما شبّهوا اختبار التصرف باختبار الرياضيات من حيث العسر وتضمن في جزئه الأخير تعقيدا استعصى حلّه على العديد منهم. فرحة الآداب بالفرنسية أبدت التلميذة مريم الورتاني شعبة آداب استحسانها لاختبار الفرنسية التي وصفته بغير المعقد وفي المتناول عكس اختبار الفلسفة فيما قيمت اختبار التاريخ والجغرافيا بالمتوسط رغم أنه مطابق لاختبار السنة الفارطة في دورة المراقبة من حيث المضمون حسب تأكيدها . فرحة مؤجلة رغم أن الاختبارات لم تنته بعد فإن دموع الفرح حضرت في هذا اليوم الخامس حيث لم تتمالك التلميذة جيهان بن علّيتة نفسها وانخرطت في فرحة احتفالا بالامتحانات التي اعتبرتها سهلة إلى حد اليوم الخامس والتي يقف وراءها اجتهادها وأبوها وهومن رجال التعليم السيد حبيب الذي وجدناه في قمة الانشراح متأثرا بدوره عندما رأته ابنته وانخرطت في البكاء فرحا بالمجهود الجيد الذي قامت به مما أعطى شحنة إيجابية جدا لبقية زملائها الذين انخرطوا بدورهم في أجواء مرحة. أفارقة في المعهد تواجد بهذا المعهد أيضا تلاميذ من الكوت دي فوار من اختصاصات مختلفة حيث وصف التلميذ سيدي حامد اختبار التصرف بالمتوسط فيما عبر التلميذ بروجال شعبة علوم تجريبية عن ارتياحه بخصوص اختبار الإعلامية ووصف بقية التلاميذ الأفارقة الأجواء بالطيبة . أولياء برتبة جنود إضافة إلى فوج الكشافة «الأسواق» تواجدت بهذا المعهد12 لجنة متكونة من أولياء يحرسون الامتحانات بمعدل 17 وليا في الحصة الأولى و27 وليا في الحصة الثانية ومن هؤلاء الأولياء تواجد بعض الأطباء والمحامين الذين أغلقوا مكاتبهم وتجندوا لحراسة أبنائهم. التقت «الشروق» بأحد الأولياء وهو السيد نور الدين المكني يعمل في مكتب زوجته المحامية حيث يتداولان على الحراسة بالمعهد منذ الساعات الأولى من الصباح حسب تأكيده مضيفا «مثلما قمنا بحراسة أحيائنا أيام الثورة نادانا الواجب اليوم لحماية أبنائنا الذين تأثروا بأجواء الثورة وعاينوا مختلف الحوادث مما بعث في أنفسهم بعض الخوف فحرصنا على التواجد حتى نكون سندا معنويا لأبنائنا محمد الهادي وأيضا لبقية التلاميذ والحمد لله مجهودنا نجح والتعب نسيناه. وعبرت السيدة نجاة المزوغي عن عميق التعب الذي لازمها طوال الأيام واصفة كل ذلك ب«الأمر الهين تجاه طمأنينة ابنها الذي لا تنتظر منه إلاّ النجاح لا غير مهما كان المعدل» على حد تعبيرها. وحول المخاوف التي تلازم الأولياء صرّحت السيدة رحمة الفيتوري «لا تزول مخاوفي إلاّ بعد ظهور النتيجة.» عندما يكون الواجب هواية الأجواء التي لاحظناها بين مدير المركز والأساتذة والقيمين كانت احقاقا للحق مثالية من سرعة واتقان في القيام بمختلف المهام وانسجام وأجواء مرحة بين الجميع الشيء الذي انعكس بالضرورة على نفسية التلاميذ . وأكدت لنا ذلك الأستاذة نرجس عبد السلام التي وصفت الأجواء داخل هذا المركز بالممتازة رغم حالة الخوف التي انتابتها قبل انطلاق الدورة ولكن بعد يوم رجعت الطمأنينة إلى نفسها وأصبحت الأمور أكثر من عادية على حد تعبيرها. مدير برتبة شاعر لم يكن كبر المركز وكثرة لجان الحراسة العلامات الوحيدة لتميز مركز شارع الطاهر صفر بل شملت الخصوصية مدير المركز وهومدير المعهد وفي نفس الوقت وجه معروف على الساحة الوطنية الشعرية وهوالشاعر الغنائي المولدي حسين الذي تجاوز ابداعه تنظيم الشعر واسشراف الأغنية الناجحة بل شمل احكام التنظيم والسلاسة المعتمدة في تسيير المؤسسة التربوية التي يديرها فكان الاستثناء الذي يعكس دعوة «اعطوا المسؤولية للمثقف الحقيقي وسترون العجب».