الصيد ومقابلات كرة القدم والتفنن في الطبخ من الهوايات التي تسجل حضورها بقوة في أوقات الفراغ الرمضانية وتحديدا في الساعات الثلاث الأخيرة قبل مود الإفطار. ففي فترة وجيزة يضطرّ الصائم الى ممارسة العديد من الأعمال والهوايات لنسيان الجوع والعطش وتهدئة الأعصاب والإبعاد عن الأجواء العائلية المتوترة التي تشجع على الخصام والنقاش الحاد.. فكيف يستفيد التونسيون من أوقات الفراغ خلال الشهر الكريم؟ وهل هناك عادات أو هوايات يختصّ بها البعض دون غيرهم؟ أنترنيت على طول في أحد مراكز الأنترنيت وجدناهم منغمسين في عملية ابحار شيقة بحثا عن المعلومة الشافية، اقتربنا من أحدهم وسألناه : «هل تحافظ على نسق ارتياد مركز الأنترنيت»، فأجاب السيد محمد الزوايدي قائلا : «غالبا ما أتصل بمركز الأنترنيت في شهر رمضان بعد الإفطار بقليل، وهذا أفضل حسب رأيي للمكوث فترة أطول أمام الآلة العجيبة، لكن هذا لا يمنعني من تمضية وقت الفراغ أمام الأنترنيت قبل موعد الإفطار. وأضيف شخصيا الى هذه الهواية عادة ممارسة كرة القدم والانخراط في مقابلات مع الأصدقاء المقربين». وأكد السيد جلال بن عدة (من مركز أنترنيت بوسط العاصمة) أن الاقبال على الأنترنيت يتقلص في شهر رمضان، مضيفا أن الرواد يحبذون الاتصال بالمركز بعد الافطار، لكنهم لا يمانعون من استغلال فترة ما قبل الافطار لإعداد دراسات أو أعمال سريعة، بينما تخصص الفترة المسائية لعمل أكثر دقة وطولا من حيث الزمن. وفي السياق ذاته ذكر الشاب حسام الكلاعي أن النوم والأنترنيت وكرة القدم ثلاثة أعمال «ينفذها» في الشهر الكريم. فالنوم ضروري بعد يوم كامل من الاجتهاد والدراسة والحركة، أما الأنترنيت فهي لغة العصر ومن الأفضل استغلال وقت الفراغ للقيام بدراسات وبحوث عبر الشبكة، وأضاف حسام الكلاعي يقول : «يتقلص نشاطي الكروي في شهر رمضان لأنني أشعر بالعطش وأكتفي عادة ببعض المقابلات مع الأصدقاء في انتظار نهاية الشهر الكريم. وعادة ما تجرى المقابلات التي أشارك فيها يوم الجمعة قبل الإفطار. ولا يخفي حسام قيامه بترتيب الطاولة الرمضانية وإعداد محتوياتها من باب التعاون على الشؤون المنزلية. أما الشاب وليد الكحلاوي فإن علاقته بالمائدة الرمضانية أكثر من مجرد ترتيب الصحون والملاعق، فهو يقطن مع شقيقيه في شقة منفردة ويضطر يوميا الى اعداد الطعام بنفسه بعد أن يشتري اللوازم من السوق طبعا. وإذا ما بقي القليل من الوقت قضاه في مشاهدة التلفزة وخاصة المسلسلات التاريخية. وأكد الشاب مراد العبيدي الذي كان برفقة وليد أنه يجمع بين ممارسة كرة القدم مع «أولاد الحومة» وإعداد بعض الأطعمة مثل «الكريمة» و»الملسوقة» و»السلايط». وهذا ما يوفر له الطمأنينة والهدوء أثناء الساعات الحرجة قبل موعد الإفطار. وخلافا للشبان الذين لا يشعرون بفارق الزمن، يشدد السيد محمد الحجام على أن رمضان زمان كان أفضل حيث يمكن للإنسان الاختلاط بالآخرين والجلوس معهم دون مشاكل تذكر، أما الآن فالأخلاق والمعاملة الحسنة لم يعودا في المتناول وأصبح الاختلاط محفوفا بالمخاطر والصعوبات. لذا يحبذ السيد محمد الحجام الإكتفاء بجولة على القدمين أو شراء بعض اللوازم الضرورية ثم العودة الى المنزل للركون الى الراحة استعدادا لاستقبال الإفطار.