الوساطة والرشاوى و«الباندية» والسرقات والفتوّة وبصمات الطرابلسية... تشكل حديث الناس حول ما جرى ويجري في سوق الجملة قبل الثورة وبعدها إلاّ أن هذه القصص والحكايات والأخبار والاتهامات تحتاج الى أكثر من لجنة لتقصي الحقائق وتبيان خيط الاشاعة من خيوط الفساد والتجاوزات. بيد أنّ بعض أشكال «التعفن» لا تحتاج الى أرقام ومعادلات وصور وشهادات حسبنا الرؤية البصرية لتكشف لنا أشكالا شتى من التجاوزات أوضحها على الاطلاق الأوساخ المتراكمة والأتربة والمياه المتعفنة!» لا تفصل بينها وبين السلع المكدسة غير صنتمترات. هذا المشهد أصبح مثار خوف من قبل العديد من التجار والمواطنين تضاعف الى حدّ الهوس بسبب الأصداء التي وصلتنا عن الخضر الحاملة لفيروسات قاتلة المخلفة لبعض الوفيات في أوروبا. بناء على هذا، فإن وزارة الصحة مطالبة بالتحرّك فورا لالزام المشرفين على هذه السوق المركزية الوطنية الحيوية بتكثيف العناية بالنظافة هذا في انتظار حملة واسعة للتصدي الى أشكال أخرى من التعفن المالي والاداري الموروثة عن نظام ما قبل 14 جانفي.