الحديث عن مجد الأغنية التونسية وعصرها الذهبي يمر حتما بالمطربة السيدة نعمة الي كانت علامة مضيئة في تاريخ الأغنية التونسية وتحفظ لها الذاكرة الكثير والكثير من الأغاني القيمة... السيدة نعمة هي ضيفتنا اليوم، استضفناها للحديث عن رمضان وذكرياتها مع شهر الصيام... السيدة نعمة، متى بدأت رحلتك مع الصيام؟ لا أذكر بالضبط لكن الثابت أنني بدأت أصوم قبل أن يحل علي الصيام، البداية كانت في سن الثالثة أو الرابعة كنت أصيم الصباح ثم أفطر بعد الظهر، ومن الغد أقوم بنفس الشيء، وكانت والدتي تقول لي وقتها أني صمت يوما كاملا لأنها أخاطت الصباحين. وماذا تذكرين من تلك الفترة؟ أذكر أني كنت أصوم حتى آخذ نصيبي من البريك لأنهم كانوا يقولون لي أن لا حق في البريك إلا الصائمين.... بعد الطفولة، ماذا تبقى في ذاكرتك من رمضان الفن؟ كانت أجواء احتفالية كبرى في باب سويقة والحلفاوين أذكر حفلات قاعة الفتح وقرطبة ومدريد... في أي قاعة كانت أولى حفلاتك الرمضانية؟ غنيت لأول مرة في رمضان، في قاعة الفتح ثم انتقلت إلى صالة قرطبة، واستقر بي المقام في صالة مدريد لمدة سنوات عديدة. وهل تذكر السيدة نعمة الأصوات التي كانت تغني معها؟ طبعا، كان الفنان رضا القلعي هو أول من ساندني وشجعني، وكانت معي وقتها الفنانة الراحلة صليحة والهادي قلال ومصطفى الشرقي وفتحية خيري ويوسف التميمي ومحمد الأحمر وعز الدين إيدير... وهل كنت نجمة وقتها؟ لا، كنت المطربة الرابعة أو الخامسة صليحة، كانت نجمة وفتحية خيري، أما أنا فكنت في بدايتي ولم أغن مع صليحة إلا لفترة قصيرة على عكس المرحوم علي الرياحي الذي غنيت معه طيلة سنوات.... السهرات كانت تقتصر على الغناء فقط؟ لا، السهرة كانت في شكل كوكتال، هناك رقص شرقي وشعبي، وفكاهة مع حمادي الجزيري والهادي السملالي وصلحلح والمورالي... ما هي الأغنية التي اشتهرت بها وقتها؟ كثيرة هي الأغاني، لكن بالأساس أغنية «حبيبي يا غالي» و»آش علينا»، الجمهور كان يطلب هذين الأغنيتين باستمرار. هل كنتم تتبادلون الزيارات؟ لا، كل واحد كان يهتم بفنه، ولم يكن لدينا الوقت للزيارات، كنا نعمل كامل السهرة...