اندلعت معارك عنيفة بين أنصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر والقوات البريطانية التي قتلت وجرحت عددا من العراقيين خلال هذه المواجهات التي شهدتها البصرة منذ الليلة قبل الماضية. وقد قاوم أنصار الصدر ببسالة «الانقليز» وتوعدوهم بالجحيم بينما خيمت مساء أمس أجواء من الحذر على المدينة. وذكرت مصادر متطابقة أمس أن الجيش البريطاني بادر باستفزاز أنصار الصدر حيث سيطر الليلة قبل الماضية على مكتب الصدر في مدينة البصرة. وقد أعلن الجيش البريطاني في بيان له أنه عثر خلال هذا «الهجوم» على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات في مكتب الزعيم الشيعي الشاب بالمدينة.. وذكرت مصادر أن القوات البريطانية اعتقلت اثر ذلك العشرات من جيش المهدي ورافقت هذه العملية معارك ضارية مع جيش المهدي الذي أغلق الشارع المؤدي الى المكتب ونصب حواجز حوله. وذكرت مصادر صحفية أن مقاتلي الصدر فتحوا النار على دورية بريطانية سلكت طريقا يؤدي الى المكتب فردّت القوات البريطانية على هذا الهجوم وحصل تبادل لإطلاق النار بالقذائف والأسلحة الخفيفة. وأكدت المصادر أن القتال استمرّ عدة ساعات فيما وصلت تعزيزات بريطانية الى المكان حيث تمّ تطويق مكتب الزعيم الشيعي الشاب في المدينة بالكامل. وقالت المصادر ان المدينة شهدت حربا حقيقية شاركت فيها المدرعات والطائرات البريطانية التي كانت تحلق بكثافة فوق المدينة. وذكرت المصادر ذاتها أن عشرات القتلى والجرحى من العراقيين سقطوا خلال هذه المواجهات التي تعدّ الأعنف منذ عدّة أشهر. واعترف الجيش البريطاني أمس بإصابة أحد جنوده خلال هذه المعارك مشيرا الى أنه يعتقد أن هذه العملية العسكرية كانت ضرورية لتحقيق الأمن في البصرة وللتخلص من «التهديدات» التي قال ان قواته تواجهها في المدينة.. وقد أعلن الجيش البريطاني في وقت لاحق أنه أخلى مكتب الصدر بعد ساعات من القتال عاشت على وقعها المدينة منذ الليلة قبل الماضية. وبعد إعلان الجيش البريطاني عن انسحابه من مكتب الزعيم الشيعي الشاب هدّد ممثل الصدر في البصرة أمس بالاستمرار في مهاجمة الانقليز. واتهم ممثل الصدر الشيخ أسعد البصرة القوات البريطانية بخرق الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه مؤخرا والذي يقضي بعدم اقتراب الانقليز من مكتب الزعيم الشيعي. وقد شهدت البصرة في أوت الماضي صدامات بين أنصار الصدر والقوات البريطانية وذلك بعد الاتفاق الذي تمّ التوصل اليه في النجف.