النجف الكوفة بغداد (وكالات) تفجّر الوضع مجددا أمس في النجف التي شهدت مواجهات جديدة بين جيش المهدي والقوات الأمريكية التي بدأت في الانسحاب من بعض المواقع في المدينة.. ووسع أنصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر من جهتهم دائرة المواجهات الى الكوفة حيث خاضوا معارك ضارية مع الأمريكان وأكدوا سيطرتهم على ضريح الامام علي (رضي اللّه عنه). وبعد يوم هادئ نسبيا عاد الوضع الى الانفجار مجددا في مدينة النجف التي شهدت أمس معارك متقطعة بين القوات الأمريكية وجيش المهدي الذي تمكّن مساء أمس من اسقاط طائرة بلا طيار.. وقد اندلعت الليلة الماضية معارك متجددة في مدينة النجف بين القوات الأمريكية وأنصار الصدر الذين قصفوا مركزا للشرطة العراقية في المدينة بقذائف صاروخية. «المارينز»... يهربون وقال شهود عيان أن نحو أربعة انفجارات ضخمة دوت في أنحاء مدينة النجف في ساعة مبكرة من صباح يوم أمس فيما شوهد دخان كثيف يتصاعد من بعض المواقع في المدينة. كما سمع دوي طلقات مدفعية متقطعة بالقرب من ضريح الامام علي في المقبرة الشاسعة للمدينة حيث يتواجد بعض العناصر من جيش المهدي.. ولم ترد معلومات عن وقوع ضحايا وبالتوازي مع هذه العمليات بدأت القوات الأمريكية صباح أمس الانسحاب من بعض المواقع التي كانت تنتشر فيها بالقرب من ضريح الامام علي. ولاحظت مصادر صحفية أمس انخفاض عدد الدبابات الأمريكية التي كانت تطوّق المدينة القديمة حتى أن المارة تمكنوا من الدخول والخروج بدون مشاكل الى الأحياء القديمة في النجف. وذكرت المصادر أن هذا الانسحاب جاء ساعات من اشتباك مسلح دام نحو الساعة بين القوات الأمريكية وعناصر من جيش المهدي الذي أطلق قذيفتي «هاون» صباح أمس على المواقع الأمريكية على بعد أقل من مائتي متر من مرقد الامام علي. جيش المهدي... يصعّد ووسع جيش المهدي في المقابل أمس نطاق المعارك الى مدينة الكوفة التي شهدت معارك عنيفة سقط خلالها شيهد واثنا عشر جريحا، وفق ما أكدته مصادر طبية. وذكرت مصادر متطابقة أن تبادلا كثيفا لإ طلاق النار بين أنصار الصدر والقوات الأمريكية بدأ ليلا واستمرّ نحو ثلاث ساعات مما أدّى الى الحاق أضرار بأحد جدران المراقد. ولاحظت مصادر صحفية أن هذه المعارك أدت أيضا الى احراق عدد من الأثاث والجدران بينما شوهدت أسقف عدد من المنازل سوداء اللون والزجاج مغطى ببقاع الدم. وقبالة المرقد الذي يتواجد بالمدينة أكد أنصار الصدر أنهم هاجموا بقذائف «آر بي جي» قصر «العدالة» وأن القوات الأمريكية حاولت اقتحام المرقد لكن جيش المهدي تمكن من صدّها. ومن جهة أخرى أكد أنصار الزعيم الشيعي الشاب أمس أنهم لا يزالوا يحكمون قبضتهم على ضريح الامام علي. وفنّد المتحدث باسم الصدر الشيخ أحمد الشيباني الأنباء التي تردّدت حول سيطرة الشرطة العراقية على ضريح الإمام علي مؤكدا أن جيش المهدي سيبقى مسيطرا على الضريح حتى في حال تسليم مفاتيحه (ضريح الإمام علي) إلى المرجع الشيعي الأعلى في العراق اية اللّه علي السيستاني. وأضاف «إن جيش المهدي سيقاوم أية محاولة من جانب الشرطة العراقية للسيطرة على ضريح الإمام علي». وقد أفادت شبكة «سي أن أن» الامريكية في هذا الصدد أن الشرطة العراقية في النجف أبلغتها بأنها لا تسيطر على الضريح بالرغم من الغموض الذي بات يحيط بهذه المسألة.