يبدو لكل من امتلك ذرة وعي ان الأغلبية الصامتة من الشعب الكريم المؤمنة بأن للصبر حدودا قد ينفذ صبرها بين الحين والآخر وانها مقدمة على الاعتصام لترفع شعار «ديقاج» ولكن هذه ا لمرة في وجه كل الذين يركبون الوطن ويرعبون الشعب ويدنسون ثورة كرامته انفلاتا وفوضى مهما كان مأتاهم. وما دام في الامر لعبة وألاعيب وحتى تكون المسألة مبسطة وفي متناول جماهير الملاعب فهمها تتنزل الاسئلة التالية: أليست الأحزاب التي تجاوز عددها اليوم الستين حزبا هي تماما كالفرق الكروية، فيها من يراهن على البطولة، وفيها من يلعب على البقاء، وفيها من يلعب على السقوط، ولكل منها جمهوره الذي لا شعار له سوى «نغلب وإلاّ نحرّم» عُنفا وتكسيرا وحرقا وفوضى؟ أولم نسمع ببعض المدربين الاجانب الذين جاؤوا يعرضون خدماتهم التدريبية في ما تبقى من جولات الاحزاب في بطولة أطراحها السياسية؟ أولم نسمع بمن بهم ميل الى التحكيم الاجنبي لعدم ثقتهم في التحكيم التونسي في هذه الأطراح السياسية تماما كما في البطولة الوطنية لكرة القدم؟ أليست هذه الأحزاب شريكة في وضعها المالي مع الفرق الكروية. اذ في كليهما من لا يقدر على تسديد كراء شاحنة للنقل الريفي ومن يقيم تربصاته المعلقة في الخارج؟ ثم أليس «دربي» العاصمة بين الترجي والافريقي تم تحويله الى «دربي» العاصمة بين الحكومة المؤقتة ولجنة حماية أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي؟ أليس في هذا «الدربي» من يثورون الى حد الفوضى كلما راوغ أحدهم بالآخر وسجل له هدفا في الوقت الاضافي. أليست الفرق الكروية تماما كالفرق السياسية مع فارق بسيط وهو ان الاولى تلعب بالكرة والثانية فيها من يلعب سياسة وفيها من يلعب بتونس لعبة القط والفأر وفيها من يراهن علىان تبقى النتيجة صفرا لصفر ذهابا وإيابا مع تأجيل مباراة الفصل الى ما بعد 24 جويلية.