قطاع الصيد البحري بولاية المنستير لم يشذ عن أمثاله في جهات أخرى. وإذا كان هذا القطاع قد شهد تطوّرا في السنوات الأخيرة فإنه مازال في حاجة الى عناية أكبر. مكتب الساحل «الشروق» تضم ولاية المنستير 4 موانئ للصيد البحري بكل من المنستير وصيادة وطبلبة والبقالطة بالاضافة الى مرفإ بقصيبة المديوني. وتمتد شبكة هذه الموانئ على شريط ساحلي للولاية يبلغ طوله 61 كلم من جملة 0031 كلم طول السواحل التونسية. وتنقسم موانئ ولاية المنستير الى 4 أنواع: ميناء لصيد الأعماق بالمنستير وهو معد لاحتضان مختلف السفن و3 موانئ ساحلية بكل من طبلبة وصيادة والبقالطة وهي صالحة لاستقبال مراكب الصيد الساحلي ومن هذه الموانئ ميناء طبلبة الذي يبدو في حاجة ماسة الى التوسعة في مدينة عرف أهاليها بعشقهم للبحر وتعاطيهم لمهنة الصيد البحري منذ القديم. ويكفي ان نقول إنه في سنة 1691 أي منذ نصف قرن كان الأسطول بميناء طبلبة يتكوّن من 022 مركبا بلا محرك و74 مركبا مجهزا بمحرّك وكان هذا القطاع يشغل وقتها 079 شخصا وتذكر المراجع التاريخية ان أول من استعمل مركب الصيد البحري بطبلبة هم أولاد سحيق وأول من استعمل الكيس هو صالح نويرة وذلك في أواسط الثلاثينات. كما تذكر هذه المراجع ان الذين اشتهروا بالصيد بالكيس هم أحمد النقبي وأبناؤه وأبناء خليفة الجنزري وأولاد عبد القادر النقبي وأولاد فرج ومحمد وحسن بن اسماعيل نويرة وأولاد حسن ومحمد بن محمد النقبي. تربية الأسماك تنتج ولاية المنستير سنويا ما يقارب 61 ألف طن من الأسماك وخاصة السمك الأزرق وهي قادرة على الترفيع في كمية الانتاج وحتى مضاعفتها كي تتم توسعة ميناء طبلبة ومزيد العناية ببقية الموانئ على مستوى وحدات تبريد وتكييف وتصنيع منتوجات الصيد البحري ومزيد تجهيزها بتجهيزات الرفع والانزال وقد أتت وحدات تربية الأسماك من نوع القاروص والوراطة لتدعم الانتاج بما يقارب 4 آلاف طن وهو رقم قابل للتطوّر إذا وجد أصحاب هذه المشاريع من يأخذ بأيديهم على مستوى التشريعات والممارسات فأرباب الصيد البحري لم يفهموا طبيعة دور قطاع تربية الأحياء المائية الذي لم يضاه تطوّر تدخل وزارة الفلاحة والصيد البحري تطوّر انتاجه وازدياد مشاريعه ويطالب أصحاب مشاريع تربية الأسماك بضرورة إيجاد قانون خاص بهم يجعلهم مستقلين عن قطاع الصيد البحري. قطاع تربية الأسماك يستحق المزيد من العناية من قبل السلط المسؤولة. فقد ساهم في زيادة العرض وتعديل الأسعار فسمك الوراطة والقاروص يباع ما بين8 و11 دينارا حسب الحجم. ولولاه لكانت أسعار بقية الأسماك ملتهبة جدّا.