ما موقف حزبه من جملة الاحداث التي تجري على الساحة السياسية، وما هي استعدادته للفترة المقبلة، وأسئلة أخرى أجاب عنها كمال مرجان رئيس حزب المبادرة. في أول لقاء صحفي أكّد مرجان ضرورة أن يعرف الشعب ما جرى يوم 14 جانفي. وتحدث مرجان عن ذلك اليوم حين قال ان آخر كلام قاله للرئيس السابق بن علي ان «الأمن تلقى أوامر بمغادرة وزارة الخارجية حيث بقيت الوزارة مفتوحة واتصلت ببن علي لأعلمه بالوضع وغادرت». وأضاف مرجان أنه بعد ذلك بنصف ساعة في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال دُعي الجنرال رشيد عمار الى تولي قاعة القيادة بوزارة الداخلية متسائلا هل هناك علاقة بين الامرين... هذا ما يجب ان نعرفه. وتحدّث مرجان خلال اللقاء عن الفصل 15 للقانون الانتخابي القاضي بضبط قائمة بأسماء الممنوعين من الترشح لانتخابات المجلس التأسيسي معتبرا أنه ليس بالامكان بناء ديمقراطية على الاقصاء، فهذا الموقف لم يحدث في أي نظام أو ثورة، وهذا الاجراء نعرف أهدافه وهي ليست خدمة للديمقراطية ولا لأهدافها». وبخصوص موقفه من الحكومة الانتقالية الحالية وحكمه على أدائها قال مرجان «نحن نساند هذه الحكومة وليس لنا الا أن نساندها في ما تقوم به ويجب ان نعمل اليوم على أن يكون هناك توافق وطني». واعتبر مرجان أنه كان من الافضل اجراء استفتاء على الدستور القديم، لكننا ذهبنا الى المجلس التأسيسي وهذا خيار علينا احترامه ونأمل أن ينجح. وأكد رئيس حزب «المبادرة» أنه لم يتعامل مع أي طرف عند تأسيس الحزب والى اليوم لم يعقد أي اتفاق مع الاحزاب التي لها نفس المرجعية. وأشار مرجان الى أن حزبه لن يسمح بأي تراجع عن أي نقطة في مجلة الاحوال الشخصية، معتبرا ان دور المرأة يجب أن يكون دورا حقيقيا. عبد الرؤوف بالي مُرجان ل «الشروق»: لا وجود لخطّة مسبّقة للتحالف بين أحزاب «التجمّع» يروج أن الأحزاب التي تضم بقايا «التجمع» ستدخل الانتخابات موحدة، فما موقفكم من ذلك؟ أولا دعني أقول ان ما يسمى ببقايا «التجمع» والتسميات تختلف لم تجمعهم سوى الأحزاب التي ذكرتها وانما تسارعت لاستقطابهم العديد من الأحزاب من اليسار واليمين ولم نضمهم لكونهم تجمعيين، الجميع يتسابق نحوهم لنكون واضحين. ثانيا اذا حصلت ائتلافات أنا قلتها وفسرتها ستكون على مبادئ وقيم الجمهورية بطبيعة الحال نقول انه ليس جميع المنخرطين في حزبنا هم من التجمعيين وانما هناك من كانوا في أحزاب يسارية وغيرها لأن الخارطة السياسية في البلاد تحولت وأصبحنا نفكر بطرق جديدة. امكانية الائتلاف موجودة مع الأحزاب التي تعتبر نفسها ذات مرجعية دستورية وقومية وغيرها كما هو الشأن مع اي حزب آخر، وقلت لكم إني جلست يوم أمس (الجمعة) مع رئيس حزب ليست له أية علاقة مع النظام السابق ولا بأي حزب من الأحزاب السابقة، الباب مفتوح للتعاون مع كل الأحزاب التي نلتقي وإياها، لكن ما أريد أن أؤكد عليه هو انه لم يقع اي تنظيم او اي تخطيط مسبق للمستقبل. ما موقفكم من مسألة المال السياسي وخاصة المتأتي من أطراف أجنبية؟ المال السياسي أمر كبير وهام وينجم عنه تأثير كبير، يجب ان نكون حذرين ويجب هنا تطبيق القانون بصفة صارمة لأنه اذا كانت هناك حرية اليوم في البلاد، الشيء المؤكد وخلافا لما يتصوره الكثيرون انه لم يكن هناك تدخل أجنبي، ولا أتصور ان أجهزة المخابرات الغربية قامت بتوجيه الناس في سيدي بوزيد او سليانة او غيرها لا أظن انهم كانوا موجهين من جهات أجنبية، لكن الخوف اليوم هو من أن يتنظم هؤلاء في البلاد بأناس من داخل البلاد، أساسا من المفروض ان يحافظوا على البلاد مثلنا. قلت في تصريح لإحدى الصحف انك لن تترشح لرئاسة الحزب، فما موقعكم في المبادرة بعد مؤتمرها؟ أولا لم أقل إني لن أترشح بل قلت انه اذا كانت مصلحة الحزب تقتضي ان لا أترشح فلن أترشح وهناك أعود الى كلمة قالها روجير في القرن السابع عشر، الانسان لا يفكّر في نفسه وانما في المستقبل.