افتتحت دار آفاق للنشر سلسلة اصداراتها بكتاب للدكتور عبد الجليل بوقرّة بعنوان «المجلس القومي التأسيسي الولادة العسيرة لدستور جوان 1959» والكتاب الصادر ضمن سلسلة العلوم الانسانية والاجتماعية والسياسية وثيقة تاريخية هامة عن مؤسسة المجلس القومي التأسيسي التي شهدت أول انتخابات في تاريخ تونس وهي المؤسسة التي قادت البلاد طيلة ثلاث سنوات برئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة. الكتاب الصادر في 175 صفحة تضمّن مجموعة من الملاحق وهي وثائق تاريخية وعددها ثلاث عشرة وثيقة بداية من نص دعوة انتخاب المجلس التأسيسي كما ورد في الرائد الرسمي وقائمة الجبهة القومية بقيادة مرشحي الحزب الحر الدستوري والاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الفلاحين وقائمة الحزب الشيوعي والنتائج وأعضاء اللجان وقراءة في أعضاء المجلس التأسيسي ومشروع دستور 1958 ودستور جوان 1959 والفهرس الزمني للتنقيحات وتنقيحات 2002. هذه الملاحق كانت مسبوقة بفصلين الفصل الأول انتخابات المجلس التأسيسي التونسي والفصل الثاني مداولات المجلس التأسيسي التونسي وصولا إلى اعلان الجمهورية. الدكتور عبد الجليل بوقرة قال في مقدمة كتابه إن تونس التي ستنجز دستورا جديدا بعد انتخابات أكتوبر 2011 لن تنطلق من فراغ فلها ارث كبير في المؤسسات النيابية سواء قبل الاستعمار الفرنسي أو بعده مثل المجلس الكبير سنة 1861 والهيئة الاستشارية سنة 1910 ومجلس السنة سنة 1922 والغرف الاقتصادية التي دعّم صلاحياتها المنصف باي (1942 1943) أما في مجال الدستور فقد كانت تونس الأولى في العالم العربي الإسلامي من خلال دستور 1861 وكل هذا الارث يؤهل تونس لأن يكون المجلس التأسيسي الذي سينتخبه الشعب التونسي يوم 23 أكتوبر خطوة من أجل تعزيز الحريات وعلوية القانون وسيادة الدستور. وفي كتابه الجديد يقدّم الدكتور عبد الجليل بوقرة قراءة في التحوّلات التي عرفها العالم العربي الإسلامي في القرنين الثامن والتاسع عشر وعلى جهود المصلحين التونسيين الذين أسسوا لنموذج حداثي عربي إسلامي مثل خير الدين التونسي وعبد العزيز الثعالبي وحركة الشباب التونسي وزعماء الحزب الحر الدستوري التونسي والخلدونية وأئمة الجامع الأعظم وقد أدت كل هذه الجهود إلى بلورة مدرسية تونسية في الاصلاح والتنوير والتحديث مازالت تونس تنهل منها وهو ما جعل من ثورتها ثورة فارقة. هذا الكتاب وثيقة أساسية ولعلّه أشمل وثيقة تصدر إلى حدّ الآن عن مؤسسة المجلس القومي التأسيسي.