عبد الحليم المسعودي «الشروق» تنطلق اليوم على الساعة التاسعة والنصف صباحا فعاليات ندوة «المثقفون والانتفاضات العربية» وذلك على امتداد ثلاثة أيام بمقر مركز التكوين السياحي نهج كركوان بالحمامات. الندوة من تنظيم موقع الأوان الالكتروني (موقع فكري من أجل ثقافة عقلانية) بالتعاون مع جامعة الحريات Université des liberté بباريس وجاءت ورقة عمل هذه الندوة الفكرية النوعية كالتالي: ورقة عمل الندوة الفكرية «إن انتفاضة الشعوب العربية , مهما كانت مصائرها, تمثل نهاية لعصر وبروزا لوعي جديد تحدى كل التوقعات وأبطل كل التقسيمات التي طالما اعتبرت مسلمات. لا توجد معرفة يمكن أن تدعي القدرة على تقدير نتائج مجريات الأحداث الآن, لأن الأمر يتعلق بانبعاث مصير جديد وبمخاض لا يمكن التنبؤ بنتائجه, تبعا لذلك فكل شيء يجب إعادة التفكير فيه. وأول ما يجب إعادة التفكير فيه ما تنطوي عليه تسمية «المثقف» أو «المفكر» نفسها في السياق العربي من مدلولات وإيحاءات, في علاقتها الوطيدة بالسياق العالمي الذي يبدو أن «صورة المثقف» فيه آيلة إلى الامحاء أو إلى التحول نتيجة تضافر مسارات منها ما هو حديث ومنها ما هو قديم. ولئن اهترأت الصورة النمطية للمثقف, وحلت محلها وظائف المختص والخبير والفاعل الإعلامي, ولئن كان تعرض المثقفين إلى الاختزال الشعبوي وإلى حقد أجهزة السلطة خطرا محدقا بهم في كل لحظة, ولئن كنا لا نعدم «مثقفين» يكرسون هذه الأجهزة السلطوية تكريسا يبعث على الغثيان, فإن الحاجة إلى واجب عدم الاستسلام وواجب المساءلة وطرح الإشكاليات تظل قائمة, وتظل شرطا من شروط إيجاد فضاء عام. كل هذا يفترض وجود ذوات غير مستكينة وغير متنازلة عن حرية الفكر وعن المطالبة المستمرة بها. إننا نود دعوة كل واحد من المشاركين في هذه الندوة إلى أن يقدم نظرته الخاصة إلى هذه المسؤولية, سواء كان يتبنى وظيفة المثقف هذه أم يشتغل عليها بطريقة أخرى وتحت مسميات أخرى, سواء فعل ذلك في نطاق معرفة مختصة أم في إطار مساهمة خاصة في الحقل الاجتماعي والثقافي. ما الذي يسمح له بالتدخل خارج إطار مجاله الخاص؟ وفي ما يمكن للانتفاضات الحالية أن تغير موقفه والمهمة التي يضطلع بها؟ وما الذي تغير منها بفاعل الأهمية القصوى التي احتلتها وسائل الاتصال والشبكات الاجتماعية وشبكة الأنترنات ؟». المشاركون هذا ويشارك في هذه الندوة الفكرية الدولية إلى جانب المعقبين من أهل الفكر والثقافة والإعلام في تونس كوكبة من المفكرين الباحثين والأكاديميين التونسيين والعرب, هم على التوالي الكاتب والمحلل النفسي التونسي فتحي بن سلامة والذي سيقدم مداخلة حول المثقفين والتيولوجي والسياسي, كما سيقدم الأكاديمي وأستاذ الفلسفة فتحي المسكيني مداخلة حول نهاية المثقف الهُووي, ويقدم الأستاذ محمد الشريف الفرجاني مداخلة حول المثقف والفقيه, وتتناول الأستاذة والحقوقية سناء بن عاشور مداخلة حول النساء والثورات العربية, فيما تقدم الكاتبة اللبنانية الفرنسية دومينيك ادّة مداخلة بعنوان «استرجاع الحياة للكلمة» وتقدم جوسلين دخيلة مداخلة بعنوان «مدرس التناقض», ويساهم كل من الناقد السينمائي الطاهر الشيخاوي بمداخلة بعنوان «شاشات كبيرة وصغيرة بين الواقع والحياة» والدكتورة رجاء بن سلامة بمداخلة بعنوان «المثقفون والفايسبوك» وسعيد ناشيد بمداخلة تحت عنوان «المثقفون بعد الثورة : من التواصل العمودي إلى التواصل الأفقي» إلى جانب كل من الأكاديمي المغربي محمد الصغير جنجار (نائب مدير مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء) بمداخلة تحمل عنوان «التوجه النقدي للمثقفين في المسارات الديمقراطية العربية» والمؤرخ السوري عزيز العظمة بمداخلة بعنوان «المثقفون والقُصور الثقافي», والقاضية المختصة في العدالة الجنائية الدولية آمنة قلالي بمداخلة تحمل عنوان «المثقفون العرب بين الكونية والنسبية الثقافية», وغازي الغرايري بمداخلة عنوانها «إيكاريوس أومن المثقف إلى السياسي» .