الآن وأنت تنام في مستقر لك باذن الله في جنة الخلد يكون قد مرّ على فراقك اربعون يوما الا قليلا كنا نحسبها بدقات قلوبنا ونبض عشقك فينا ليمرّ اليوم موكب الاربعينية في هدوء تام يشبه سكينة الموت التي اخذتك منّا وزادتنا اقتناعا بأنك في حال أفضل منا. ماذا أقول لك يا محمد وأنت في «دار الحق» ونحن في «دار الأنوار» نتلظى لغيابك ونمضغ اسمك صباحا مساء وكأنك لم تغادرنا بل كأنك تكاثرت لتغمر المكان وانت الذي لم تعمّر الا قليلا في ذلك المكان. حبيبنا الغالي نم قرير العين مطمئن المرقد فبعض امنياتك تحققت وأولها ان والدتك الحبيبة «حبيبة» ستزور بيت الله الحرام في شهر رمضان وهي أمنية، أعلم أنك رحلت وأنت تغصّ بها في حلقك وها هي تتحقق بفضل الله أولا وبفضل أناس عاهدوا الله وعاهدوك على السير في طريق الخير ولن يحيدوا عنه مهما استعصت عليهم الايام... فأنت حيّ فينا يا ولدي وان كنت ترقد في مثواك الاخير ومهما تخلفنا فإننا لاحقون وسنعرف نفس المصير. لم يفتك شيء من الدنيا ايها الرائع حيّا وميّتا... فالأيام تلهث خلف بعضها ونحن ندور في فلك الامال والآلام مقتنعين بأننا زائلون وأنه لا يبقى غير وجه ربّك ذي الجلال والإكرام.. الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... برّد الله ثراك وأسكنك جنانه وعوّضك عن «الدنيا» بمكان أعلى في الفردوس الأعلى.