قال تعالى: «وبشّر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا للّه وإنا إليه راجعون» صدق الله العظيم قبل تسع سنوات، يوما بيوم، حلّت بنا الفاجعة ورحل عنّا حسين عطية الى الأبد، تاركا في قلوبنا لوعة ما بعدها لوعة.
فما اقسى رحيلك... لقد كان مبكّرا جدا... حصل وأنت في عز العطاء... حصل قبل أن تبلغ حتى الخمسين عاما من العمر... داهمك الموت وصدمنا.. اختطفتك يد المنون في غفلة منا... ولكن تلك هي مشيئة الله ولا راد لقضائه، فهو من يهب وهو من يأخذ. لكل يوم «صباح»... وأنت كل نهارك ومساؤك «صباح»... أنت ذبت في حب «الصباح» التي كانت في وجدانك من أجل رسالة نبيلة... وأنت رمز النبل. عشت من أجل الارتقاء بالاعلام الرياضي لتجعل منه فنّا من فنون الابداع. أو لم تطوّعه إلى الأدب بكل نواميسه وضوابطه؟ أخانا حسين عطية تمر اليوم تسع سنوات على رحيلك إلى جوار ربك تعالى... وأنت من السابقين ونحن من اللاحقين، فسبحان من تفرد بدوام العزة والبقاء وكتب على مخلوقاته الموت والفناء ولم يشاركه أحد في خلده حتى الملائكة والأنبياء. هي سنوات تسع كالدهر كله وعزاؤنا أن شقيقك حسن علّمنا كيف نتّخذ من حزننا العميق على فراقك ولوعتنا المتأججة على وفاتك وسيلة الهام وحافزا لا ينضب لمواصلة الرسالة النبيلة التي اضحى رفاق دربك حريصين على صيانتها وتأديتها بشرف ونبل وعلو همّة وكبرياء. واليوم ونحن نحيي ذكرى وفاتك فاننا ندعو كل من عرفك وعاشرك وتعلم على يديك فن الصحافة وطالع كتاباتك الرائعة أن يبسطوا أكفّهم إلى العلي القدير ترحّما على روحك الطاهرة الزكية يا من خلّف الدرر. من كان مثلك يا حسين يبقى طيّب الذكر... فبرّد اللّه ثراك وجعل الجنة مثواك وألهمنا جميل الصبر والسلوان وأحر التعازي لابنتك وابنتنا درة.