رأيت النفط العربي بلباس الدولار الأمريكي يخضع لاختيارات البيت الأبيض، ورأيت آخر خليفة لبغداد يعانق صدام حسين. رأيت حسن البنا وأحمد ياسين متعانقين ودماء الوفد المصري ومنظمة التحرير الفلسطينية تسيل وتسيل هدرا تحت مظلة الوفاء للمال الاسلامي السياسي. امبراطورية البيت الأبيض تخلق متى تشاء وتقتل متى تشاء ارتباطا بالانتفاضات والثورات في البلدان العربية وذات الديانة الاسلامية مهما كانت الشعوب. يحيا حسن البنا، يحيا أحمد ياسين ليسقط حزب الوفد المصري وحركات التحرّر الاجتماعي لتسقط منظمة التحرير الفلسطينية ورائدها ياسر عرفات هذا الذي طالما غنى بأنه سيصلي في القدس الشريف. وكان بن لادن وكان قبله زعماء الجمعيات الاسلامية يصولون ويجولون من باريس الى بروكسال الى بون الى لندن الى واشنطن برعاية مالية أمريكية وخليجية. لتكن الذاكرة وقادة أين كان قادة الاسلاميين تحت سقف رغادة العيش ولا أقول الحياة فتلك مسألة أخرى؟ الاجابة بسيطة فهي الاسلام السياسي المالي. لتتمعن العين ولتصغ الأذن ولتتلقف الدماء فأين مصير الانتفاضات واندلاع الثورات في البلدان العربية؟ دعم موهوم (باستثناء ثورة تونس المنطلقة) الشعوب الدول المرتبطة بالاتحاد السوفياتي سابقا وقمع لشعوب الدول المرتبطة بالبيت الأبيض. أين ليبيا وسوريا والجزائر واليمن من البحرين والسعودية والمغرب الأقصى والأردن وعمان؟ البيت الأبيض وبيد الدولار النفطي يؤثث لدول الاسلام السياسي المالي ارتباطا بالملكية الالهية يموت الاسلام هنا. يحيا الاسلام هناك لينتعش في الكوت ديفوار إسلام أمريكا بوجهيه الارهابي و«المسالم» ورجوعا الى تاريخ الحركات السياسية أقول تحيا أيدي السلطان عبد الحميد وحسن البنّا وأحمد ياسين وأسامة بن لادن والاسم الألمعي بفعل النفط الدولاري ملك الكوت ديفوار تحت راية الاسلام الديني المالي. عاشت أمريكا البيت الأبيض بمشروعها الاسلامي الديني المالي. عاش البيت الأبيض وعاشت ملكية أهالي البلدان العربية. عاشت جدّة قديم الخلافة العثمانية والحركة الوهابية. عاش نظام حكم السودان الذي سلم كارلوس الى المخابرات الفرنسية. عاش نظام حكم سوريا الذي سلم عبد اللّه أوجلان الى تركيا عن طريق الموساد. شكرا للبنان الذي حاكم أوكاموثو الذي وضع قدما له فوق تراب لبنان دون إذن من المخابرات الأمريكية. شكرا لكل الذين اصطفوا خلف راية البيت الأبيض الأمريكي لتحطيم دولة الجزائر الحرة. وشكرا لهم وألف شكر لأنهم أوصلوا قيادات في جيش جبهة التحرير الشعبي تأتمر بهذا الكاد أو ذاك للمخابرات العالمية. شكرا لقادة لندن فهم الأحرار الذين يعملون دوما لتحرير الشعوب التي أساسهم الفلسطينيون ورعايا شمال افريقيا ففرنسا مستبدة رغم ثورتها المزعومة (يجب على قناة الجزيرة إعادة بث حديث زعيم الاسلاميين في تونس في ذلك اليوم المشهود). شكرا لبريطانيا التي أثثت فعليا لاستيطان الصهاينة لفلسطين المغتالة وشكرا لبريطانيا التي أثثت بيتا لحسن البنا ولازالت ترعاه بمختلف الطرق الديبلوماسية. الخبر فضيع المحتوى: ضرب الثقافة في عمقها الثقافة في جوهرها هي رصد فني لصراع الانسان ضدّ الطبيعة ولصراع الانسان ضد الانسان طبقيا. الثقافة هي رصد لسلوكات الانسان في مختلف مجالات الحياة. الثقافة هي رصد لوجع دماغ الانسان منذ اشتغاله. حرية التفكير والتعبير والمعتقد جزء أساسي من مكوّنات الثقافة ومن يناصر الطبيعة في صراع الانسان لها ومن يناصر القديم ضد الجديد هو مروّ لتربة معاداة الانسانية في تطور صراعها ضدّ الطبيعة والقديم. حينئذ لا نستغرب مما يأتيه عشاق الظلام من فظيع السلوك. لا عجب أن يتم اقتحام قاعة أفريكا للسينما ويقع الضرب والتخويف والارهاب. الثقافة مستمرة فهي المؤثثة لفكر الانسان ووجدانه وسلوكه. الثقافة تتقدم وعشاق الظلام يتقهقرون فسلاحهم جدّة القديم مسكون بالصدإ. هنا أقول لقاعة أفريكا أن تتذكر نتائج الارهاب الذي مارسته سلطة الشدّ إلى الوراء ضدّ ابن رشد وأهمها استفادة أوروبا من الفكر الرشدي.