عادل المعلال مدرب شاب محترف وحائز على الدرجة الثالثة في التدريب وبفضل خبرته وحنكته وحرفيته مكّن فريقه الأم فريق قصر هلال من الصعود الى الرابطة المحترفة الثانية.. و«ألف مبروك» نقولها صادقين وإلى هذا وذاك فهذا المدرب القدير كان قد لعب في قصر هلال وتكوّن فيها كلاعب ثم دربها بعد تجربة ثلاث سنوات قضاها في المملكة العربية السعودية. ولقد جلست إليه مطوّلا وأعترف أن الرجل حاز اعجابي بتدفقه وعمقه وحبّه لمهنته ولنادي قصر هلال ولاعبيه وأحبائه ولعلّ هذا الحبّ الغامر مع تفاني عادل المعلال وإخلاصه في عمله أوجد روحا جديدة في الفريق، أعادته الى مصاف الفرق الكبرى... وحول هذه التجربة دار هذا الحديث العميق. لننطلق من صعود قصر هلال الى الرابطة المحترفة الثانية، فكيف عشت هذه التجربة المتوجة في النهاية بالنجاح أستاذ عادل؟ طبعا كل عمل مثمر لابدّ ان يؤدي الى نتائج مثمرة، ولقد سعيت منذ انطلاقي في تدريب نادي قصر هلال منذ 6 أشهر خلت الى تحديد الأهداف ثم السعي الدؤوب الى تحقيقها وكان من بين الأهداف تكوين فريق يطمح الى الصعود، فتاريخ قصر هلال الكروي العريق يسمح له بأن يكون من ضمن فرق الرابطة المحترفة الثانية لا البقاء في الاقسام السفلى، وهو ما وضعته في الاعتبار وسارعت باصطفاء برنامج عمل طموح يقطع مع السائد وطبقت برنامجي بكل عمق وصدق وبما أحمل في أعماقي من تجربة ثرية في التدريب... فكانت النتائج في مستوى ما خططت له. ولقد كان اللاعبون في مستوى المسؤولية التي أنيطت بعهدتهم وكان الجمهور الهلالي منضبطا ومضحيا بوقته وجهده وماله حتى تحقق الصعود المنشود بتظافر كل الجهود وهنا لابدّ أن أشكر رئيس نادي قصر هلال والهيئة المديرة والإطار الفني والطبي الذين ساهموا مساهمة فعّالة في جعلنا نعمل براحة ومسؤولية وكنّا في المستوى على جميع الأصعدة. متى آمنتم بأن صعود قصر هلال من تحصيل حاصل هذا الموسم؟ كما أسلفت الذكر، إن العمل المثمر لابدّ ان يجني ثماره في نهاية المطاف، ولعلي واحد من بين عدة مدربين أؤمن إيمانا جازما بأنه على قدر العطاء يكون الثناء بمعنى إذا رمت أن تحقق الهدف الذي تصبو اليه فلا بدّ ان تضاعف من مجهوداتك في التدريب، والتأطير والإحاطة باللاعبين وإذا ما طبّق لاعبوك نصائحك بحذافيرها فحتما سيأتي النجاح والتتويج، وهذا بصراحة ما لمسته في كل اللاعبين فلقد نجح الاتصال الأول باللاعبين وكان لابدّ ان نمرّ الى المرحلة الثانية وكانت تتمثل في التتويج بعد عملية بناء اللاعب بدنيا ونفسيا. فلقد تصدّرنا قائمة الترتيب وحافظنا على الأولوية وتمكنّا بفضل الله من الصعود قبل ثلاث جولات من نهاية البطولة، ومتقدمين على صاحب المرتبة الثانية بعشر نقاط ولابدّ أن أشكر هنا اللاعبين الذين أسعدوني طيلة 11 مباراة متتالية بالانتصارات المقنعة شكلا ومحتوى! هل يمكن أستاذ عادل أن تقدّم لنا نفسك، بعدما قدمت لنا قبل نفسك نجاح قصر هلال في الصعود؟ عادل المعلال من مواليد 24/5/1964 أصيل مدينة قصر هلال أستاذ تربية مدنية ومدرب كرة قدم درجة ثالثة، وقد تحصلت على هذه الدرجة تحت اشراف الفيفا في جوان 2005 وهي نفس الدرجة التي تحصل عليها في نفس التاريخ المدرب نبيل معلول، وفريد بن بلڤاسم وشهاب الليلي وغازي الغرايري وعثمان الشهايبي والمرحوم الشاذلي مليك وغيرهم كثيرون. ولقد دربت عدة فرق منذ سنة 1985 بولاية الكاف، ثم قصر هلال والبقالطة وصعدت بفريق طبلبة ثم طوزة، ثم كان لي تجربة عميقة في التدريب بالمملكة العربية السعودية ودامت التجربة 3 سنوات من 2007 الى 2010. وبعد تلك التجربة عدت الى مدينتي قصر هلال، لأدرب في النادي الذي تكوّنت فيه كلاعب ثم كمدرب. ماذا تتمنى أن تحقق في حياتك بعد تجربتك في التدريب الناجحة في مجملها؟ الشيء المؤكد ان الطموح مشروع، ولكن لكي نصل الى أشرف الغايات لابد من ممهدات! ولقد كانت الممهدات لاكتساب الخبرة اللازمة من خلال تدريب فرق في الأقسام السفلى، ولقد آن الأوان أن أحصل على فرصة تدريب فريق كبير وعريق، وهو الشيء الذي أحلم به وأتمناه واقعا، وعلى تلك الفرق الكبيرة أن تؤمن بجيلنا من المدربين، فلقد عمقنا الخبرة بالدراسة والرسكلة وهو ما جعلنا نصطفي طرقا عصرية في التدريب وعلى أسس علمية ويجب استثمارها لمصلحة الفرق الوطنية، ولمصلحة المنتخب الوطني. على أني أقول إنه اذا لم يتوفر العرض المناسب، فسأهاجر الى السعودية من جديد وقريبا، فهناك عدد من المشاورات مع مسؤولي بعض الفرق هناك، لقد آمن هؤلاء المسؤولون بكفاءة المدرب التونسي وهو شيء يثلج الصدر حقا، فنحن المدربين هناك نجد كل أسباب الرعاية والعناية حتى نقوم بواجبنا على نحو أفضل وأعمق والشكر موصول من قلوبنا للمسؤولين على الشؤون الرياضية في المملكة العربية السعودية. أترك لك «كابتن» عادل حرية ختم هذا الحوار مع الشكر على عمق التواصل؟ لعل الشيء المؤلم في هذه التجربة الناجحة مع نادي قصر هلال يتمثل في كون رئيس نادي قصر هلال السيد حفيظ الشنباح لم يسلمني مرتباتي لتدريب النادي طيلة فترة 6 أشهر قضّيتها على رأس هذا النادي العريق، وهو ما جعلني أشعر بشيء من الغبن والقهر والانكسار النفسي، فلا يعقل أن أقوم بكل التزاماتي المهنية وعلى نحو أشاد به الجميع حتى رئيس النادي نفسه، ثم يحجب عني المسؤول الاول عن النادي حقي ومقابل خدماتي. وما أرجوه تحديدا وتأكيدا هو أن مستوى الوضعية عاجلا قبل أن أسعى الى نيل حقي بالقانون، أرجو ان تسوى العملية حضاريا فلا يعقل ثم لا يعقل ثم لا يعقل ان أتفانى في عملي وأصعد بالفريق، ولا أنال مرتباتي، أرجو من السيد حفيظ الشنباح ان يراجع نفسه حتى نفترق وكل واحد منا يحمل للآخر كثيرا من الود والاحترام، وهذا ما أرجوه ولا أرجو غيره رغبة ربما للتأسيس لتجربة أخرى متوجة بإذن الله مع نادي قصر هلال ولم لا؟