أنهت التفقدية الطبية بوزارة الصحة العمومية التحقيق في ما يعرف بقضية «طبيبة مستشفى الرابطة» وأحالت تقريرا مفصلا الى وزير الصحة تقول نتائجه إن ما جاء على لسان الطبيبة المذكورة لا أساس له من الصحة. تونس «الشروق»: حسب ما كشفه التحقيق المذكور، فإن كل ما ذكرته الدكتورة زهرة كشيدة الطبيبة الاستشفائية المساعدة في أمراض القلب والشرايين على أعمدة صحيفة أسبوعية منذ حوالي أسبوعين لا أساس له من الصحة. وكانت الطبيبة المعنية قد ذكرت أن تجاوزات ادارية وطبية ومالية خطيرة حصلت في السنوات الفارطة بقسم القلب والشرايين بمستشفى الرابطة ولمحت الى أن هذه التجاوزات تمتد الى وزارة الصحة والى عدة مستشفيات ولا تقتصر على مستشفى الرابطة... وتطورت الأحداث بعد ذلك بشكل سريع حيث بادرت التفقدية الطبية بفتح تحقيق في الموضوع ثم شهد مستشفى الرابطة تنفيذ وقفة من قبل الاطار الطبي وشبه الطبي والعملة احتجاجا على تصريحات الطبيبة المذكورة... وبعد ذلك أصدر الاطباء المقيمون بقسم القلب والشرايين بالرابطة عريضة احتجاجية تهدف الى تفنيد ما جاء على لسان د.كشيدة وكانت «الشروق» قد نشرت فحوى هذه العريضة مرفوقة بتوضيحات من الطبيبة المعنية التي أصرت في تصريحاتها لنا أن ما جاء على لسانها صحيح عكس ما قاله «زملاؤها» في عريضتهم... لم يقع سحبها أفاد الدكتور الطبيب العلاقي مدير عام التفقدية الطبية أن نتائج التحقيق المفتوح أكدت بما لا يدع مجالا للشك أنه لم يقع تسجيل أي سحب من الأسواق العالمية في 2005 لآلة تعديل نبضات القلب المستعملة في مستشفيات، عكس ما ذكرته الطبيبة المعنية... وأن كل ما في الأمر هو اعلان الشركة المصنعة لهذه الآلة في 2005 عن وجود خلل بسيط في هذه الآلات لكنه يزول آليا بفضل البرمجيات المعلوماتية التي تشغله... وبالتالي فإنه لم تقع الدعوة لسحبها، وأن مستشفياتنا لم ترتكب أي خطإ طبي في هذا المجال قد يؤثر على صحة المرض كما ادعته المعنية بالأمر... وحتى بالنسبة للحالة التي استحضرتها هذه الطبيبة، (حالة المريض المقيم في قطر حسب د.علاقي، فإنها تتعلق بآلة مصنوعة في 2009 وهي غير منتهية الصلوحية عندما وقع تركيبها من قبل الى الطبيبة المذكورة وهو ما تثبته الوثائق الادارية للتصنيع والتوريد حسب محدثنا. ومن جهة أخرى، أكد التحقيق أنه لم يقع في مستشفى الرابطة استعمال أي نوع من المستلزمات ذات الاستعمال الواحد (à usage unique) بعد اعادة تعقيمها. أكفاء جاء أيضا في نتائج تحقيق التفقدية الطبية أن ما قالته د.كشيدة حول اجراء عمليات جراحية دقيقة من قبل أطباء غير أكفاء لا أساس له من الصحة... وقد كشف التحقيق أن الأطباء العاملين بقسم القلب والشرايين بالرابطة ورئيس القسم أكفاء اذ أنهم أساتذة جامعيون مختصون ومنهم من انتخب مرتين عميدا لكلية الطب بتونس ولهم شهادات عالمية ومحلية في الكفاءة فضلا عن شهائدهم العلمية علما أنه حسب د.علاقي، منهم من درست د.كشيدة على يديه. تجميد... ونقلة أكد محدثنا أنه حسب نتائج التحقيق فإنه وقع تجميد نشاط هذه الطبيبة منذ حوالي 6 أشهر من قبل رئيس قسم القلب بالرابطة بعد ان تعددت الشكايات ضدها من زملائها وبعضهم تقدم بقضايا لدى المحاكم... ضدها أيضا. وكانت د.كشيدة قد ذكرت أنه تمت نقلتها الى مستشفى آخر بسبب تصريحاتها الصحفية منذ أسبوعين لكن التحقيق كشف أن مذكرة نقلتها صدرت في 21 جوان 2011 بناء على طلبات تقدمت بها هي بنفسها الى وزارة الصحة بعد ان أصبحت تتعرض الى مشاكل عديدة على حد قولها في القسم الذي تعمل به... وحسب قراءة أولية لنتائج هذا التحقيق، يرى المختصون والخبراء في هذا المجال أن ما قامت به الطبيبة المذكورة يدخل في مجال الثلب وتزييف الحقائق في حق زملائها وفي حق المؤسسات الصحية الى بث البلبلة والخوف والشكوك في المستشفيات... وهذا ما قد يعرضها الى الاحالة على مجلس التأديب، وكل هذا في انتظار ما سيقرره وزير الصحة العمومية في هذا الشأن وفي انتظار ردود فعل المعنية بالأمر تجاه نتائج التحقيق.