بوش المحارب وجد نفسه وحيدا في وقت عزّت فه الأخبار الجيدة... أين بلير... أين طوني الوفي الذي كان يقطع المحيطات والأجواء لإقناع العالم بضرورة الحرب على العراق... وقدم أدلّة «سرية للغاية» مسروقة من مؤلف طالب عرقي... ما باله الآن لا يسأل... كأنه لا يعلم أن بوش لم يعد يفهم ما يحدث... وأين الآخر.. أزنار الوفي الذي انتصر على بالمائة من شعبه الرافض للحرب وكان أحد العرابين لها... بوش يلتفت ولا يراه في الصورة... وهذه الأكياس السوداء التي تحوي جثث الجنود الأمريكان تزداد يوما بعد يوم لتثقل كاهل بوش الانتخابي وكاهل ضمير الشعب الأمريكي وكلما زادت صناديق الموتى كلما تذكرت صناديق الانتخابات بوش المحارب وجد نفسه وحيدا في وقت عزّت فيه الأخبار السارة.. تركيا.. تركيا أيضا لم تشارك ولن تشارك في ما يجري على الميدان... حتى اسبانيا ازنار (النافخ في النار) قبل الحرب سحب الدبلوماسيين من بغداد لأن البلاد غير آمنة... وماذا كان يتوقع غير ذلك... من بقي في العراق؟.. موظفو الأممالمتحدة غادروا والمنظمات الانسانية أيضا غادرت ولم يبق الا.. عساكر بوش.. وجها لوجه مع الأشباح.. بالليل وبالنهار وما بينهما لا نوم لا غفوة لا هدوء... المحارب بوش وجد نفسه وحيدا.. حتى المسؤولين حوله.. أولئك الذين زينوا له العدوان اختفوا من الصورة... نفدت ذخيرتهم من الكذب والتلفيق... «كل شيء على ما يرام» عبارة أصابتها قذيفة وانتهى أمرها.. ولم يبق الا عساكر بوش.. وجها لوجه مع الأشباح... فما أطول ليل بغداد... ما الحل اذن؟ كيف يمكن فك عزلة الادارة الأمريكية... حاولوا تدويل القضية.. عن طريق المؤسسة التي «دمرت» يوم دمّر المركز التجاري في سبتمبر.. فكرت الإدارة الأمريكية في دفع الآخرين الى المشاركة في «الدفع» لا في «القبض» دفع المال والرجال لإعانتها على السيطرة مقابل لا شيء.. ففشلت وما من أحد يقبل بهذا الاستغفال ولو كان عربيا... بوش ضاقت به السبل ولكن يبدو انه وجد السند الذي يفك عزلته ويكفل الحرب بالوكالة حتى ينصرف هو الى معالجة تأثير صناديق الموتى على صناديق الاقتراع... الحكمة والتجربة والبعد الحضاري والاستراتيجي أملت على بوش أن يوكل الحرب الى... عسكر صدّام حسين... علاش لا... حتى هي «طالبان» تعزف الروك() بمهارة... أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية، سئل بوش عما يعرفه عن «طالبان» فأجاب بأنها فرقة «روك أندرول».