قدم المخرج محمد الفاضل الجزيري، أول أمس الخميس، وأمس الجمعة عرضه الجديد «الحضرة 3»، بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بالعاصمة، ضمن فعاليات مهرجان المدينةبتونس. * تونس «الشروق»: لئن أكد المخرج فاضل الجزيري، في تصريح سابق ل»الشروق» أن عرضه «الحضرة» في نسخته الثالثة، سيشهد تطورا مقارنة بالنسختين السابقتين، وسيتضمن قطعا صوفية جديدة غير مسموعة، فإن البرنامج، كان شبه خال من أغان أو قطع جديدة أو غير معروفة باستثناء «هو هو» غير المألوفة لدى الجمهور. الجميع كان يمني النفس بعرض جديد، مختلف عن الحضرة في نسختيها السابقتين، وعن عرض «الزيارة» الذي عرف نجاحا كبيرا في السنوات الأخيرة، لكن الجزيري في عرضه «الحضرة 3»، ظل وفيا للأغاني الصوفية والأذكار المعروفة، فقدم 25 أغنية على غرار «محرز» و»الأشواق» و»يا لطيف الصنع» و»نادوا لباباكم» و»الليل زاهي» و»خمر يا الخمار» و»بلحسن يا شاذلي» و»البردة» و»الجيلاني» و»على الله دلالي» و»رايس الأبحار» و»الصانع» و»أنا المدلّل» و»فارس بغداد»... الجديد في الحضرة أما الجديد في الحضرة الأخيرة للفاضل الجزيري، فهو تطعيم العرض بآلات موسيقية غربية، وهي القيتار والبيانو (عزف على الآلتين علي الجزيري)، و»القيتار باص»و»الدرامس» (باتري الكتريك)، وخاصة آلة «الساكسوفون» عزف الفنان رياض الصغير، الذي غنى رفقة غيث الصغير والمجموعة، أغنية «الصانع»، مع الإشارة إلى أن إدخال «الساكسوفون» نال إعجاب الجمهور. الجديد كذلك في «الحضرة 3» التوزيع الجديد لأغنية «الليل زاهي» التي أدتها المطربة آمنة الجزيري، بمفردها، وكان أداؤها رائعا، إلى درجة أن الجمهور صفق لها مرارا، وفي المقابل، لم يستسغ الجمهور توزيع أغنية «على الله دلالي» التي أداها يحي الجزيري صحبة المجموعة، وإذا استثنينا عدم التجديد في الأغاني المقدمة، فإن الأداء والتنفيذ الموسيقي للعرض كان على قدر كبير من الإتقان، فقد اختار الجزيري قائدا لكل مجموعة على الركح، فتولى المنشد وعازف الكمنجة سمير الرصايصي، قيادة الإنشاد والتنسيق بين المنشدين، وتولى نصر الدين الشبلي (صاحب عرض «الفلاقة») إدارة الإيقاع، بينما تولى إدارة الرقص حافظ زليط. ومن هذا المنطلق إذا استثنيا إعادة الأناشيد والأغاني المعروفة في «الحضرة 3»، فإن العرض جماليا كان متميزا ومتقنا من كل الجوانب الفنية والتقنية ومنها الإضاءة والصوت، والتي ساعدت الإمكانيات التقنية المتوفرة في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة فاضل الجعايبي، ومعه رضا العربي في الإضاءة وسليم عاشور في الصوت، على أن يكون الجانب التقني، بتلك الجمالية. إقبال محدود وعلى صعيد آخر، لم يكن الجمهور الحاضر في سهرة الخميس 24 ماي 2018 بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة، بالكثافة المرجوة، وكان ذلك واضحا للعيان في القاعة، هذا فضلا عن أن نسبة هامة من الجمهور، حضرت العرض عبر الدعوات وخاصة منهم ممثلو وسائل الإعلام والصحافة. وبالإضافة إلى ذلك علمنا من مصدر من مدينة الثقافة أن الإقبال على تذاكر العرض لم يكن كبيرا، كما أن قاعة الأوبرا تتسع ل1700 شخص وبالتالي، لم تحقق إدارة مهرجان المدينة ما كانت ترنو إليه من مبيعات التذاكر في عرض «الحضرة 3» الذي برمجته في عرضين متتاليين.