عرف شهر رمضان بأنه شهر تزكو فيه الذات بالعطاء والبذل هو شهر تنتشر فيه مظاهر التكافل والتراحم بين الناس وتتحرر فيه النفوس من الشح والبخل ويتنافس المسلمون على فعل الخيرات وإدخال المسرات على قلوب إخوانهم من الفقراء والمحتاجين ,وذلك امتثالا للقرآن واقتداء بسيد الآنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان في رمضان أجود من الريح المرسلة فقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة). وقد ربّى النبي الناس على العطاء والسخاء , فحتى المحتاجين للطعام والقوت آثروا به على أنفسهم المسكين واليتيم والأسير ثمّ إنهم طلبوا من هؤلاء الذين تصدّقوا عليهم أن لا يشكروهم على صنيعهم لأنهم فعلوا ذلك ابتغاء وجه ربهم الجليل , قال تعالى ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) الإنسان /8. فهنيئا للذين ينفقون أموالهم في سبيل الله لا يريدون بذلك إلا وجه الله ثواب عظيم وأجر جزيل ورزق كريم، وأحب الناس إلى الله أنفعهم لعباد الله . قال تعالى: (إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم ) التغابن/17. إن الصدقات مظهر من مظاهر التكافل الإجتماعي الذي نادى به الإسلام وحثّ عليه ويتجلى ذلك بصورة أوضح في هذا الشهر المبارك الكريم الذي تتنوع فيه مظاهر الإنفاق والتصدق ويجود الناس بأموالهم مرضاة لله تعالى وطلبا للثواب والأجر الجزيلين قال الله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة:262].