كان رسول الله ص أجود الناس، وكان اجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة... وقد قال ص : (افضل الصدقة صدقة في رمضان) (اخرجه الترمذي عن أنس). روى زيد بن اسلم عن ابيه، قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: امرنا رسول الله ص ان نتصدق ووافق مالا عندي، فقلت: اليوم اسبق ابا بكر ان سبقته يوما، قال فجئت بنصف مالي قال: فقل لي رسول الله: (ما أبقيت لأهلك). قال: فقلت مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله ص : (ما أبقيت لأهل) قال ابقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا اسابقك الى شيء أبدا. فللصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادر اليها واحرص على ادائها بحسب حالك ولها صور كثيرة منها إطعام الطعام: قال الله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله شرّ ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا} (الإنسان 812) فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات سواء كان ذلك بإشباع جائع او اطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر، قال رسول الله ص : (أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا على ظمإ سقاه الله من الرحيق المختوم) (رواه الترمذي بسند حسن). وقد قال بعض السلف، لأن ادعو عشرة من اصحابي فأطعمهم طعاما يشتهونه احبّ اليّ من ان اعتق عشرة من ولد اسماعيل!! وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وداود الطائي ومالك بن دينار، واحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر الا مع اليتامى والمساكين. وكان من السلف من يطعم اخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم... منهم الحسن وابن المبارك.