في بداية حديثه عن رمضان أيام زمان ذكر ضيفنا رمضان الحمايدي أصيل منطقة برج الديوانة من معتمدية تاجروين أن دخول الشهر كان يعد مناسبة دينية بامتياز فهو شهر التقوى والرجوع إلى الله كما يقال إذ تكثر فيه الصلوات وقراءة القرآن وصلة الرحم. وكان الناس يعلمون بدخول الشهر إما عن طريق جهاز الراديو والذي كان نادر الوجود وقلة من يمتلكه أو بتحول أحد السكان إلى تاجروين لاستجلاء الأمر مباشرة من الجامع.وفي بعض الأحيان يصوم الأهالي دون التأكد من دخول الشهر إلى حين وصول الخبر اليقين. ودخول شهر رمضان لا يعني الراحة فالحياة تتواصل عادية وخاصة الأعمال الفلاحية كرعي الأغنام والحصاد والدرس بالطريقة التقليدية مهما كانت درجات الحرارة إلى جانب جلب الماء من الوادي على بعد كيلومترات على الدواب. الإفطار يكون عند سماع المدفع من مدينة تاجروين والوجبة كانت بسيطة في تركيبتها وغير متنوعة فالبداية تكون بالبسيسة أوبشربة ماء ثم يتناول الصائم شربة المرمز أو الفريك أو الحلالم وهم من مميزات شهر رمضان في الجهة مع لحم الدجاج العربي في غالب الأحيان والطبق الرئيسي إما يكون «مرقة» أو كسكسي أو مقلي مع خبز الطابونة أو «المطبقة»أو»المطلوعة»ويكون إفطارا مميزا إذا وجد «طاجين بونارين».أما الغلال فهي نادرة الوجود على المائدة وفي اغلب الأحيان يتمم الصائم إفطاره بحارة هندي أو»الدلاع» و»البطيخ»إذا كان الفصل صيفا ثم قهوة عربي وكأس شاي منعنع.بعد تناول الإفطار يذهب الرجال لأداء صلاة التراويح بأحد المنازل بإمامة أحد الشيوخ المتمكن من حفظ القرآن إذ لا وجود لجامع في المنطقة التي يقطنها.أما النسوة فيجتمعن في الدوار يتجاذبن الحديث.والسهر لن يطول لأن الناس مطالبون بالنهوض باكرا والاستعداد ليوم جديد وهذا ما يجعلهم يتناولون السحور قبل النوم والذي يتكون عادة من كسكسي بالحليب وشرب كمية كبيرة من الماء.والاستثناء يكون في نصف رمضان وفي ليلة القدر إذ يتم استدعاء الجيران والأقارب لبعضهم البعض لتناول الإفطار جماعة ويطول السهر في هذه الليلة على غير العادة.ومن العادات أن الرجال يتناولون الإفطار مع بعضهم في غرفة خاصة بينما النسوة يتناولن الفطور في غرفة ثانية حتى على مستوى العائلة الواحدة فقديما كان المنزل تقطنه كل العائلة الموسعة (الأب والأم والأبناء حتى بعد زواجهم).