بمناسبة شهر رمضان المبارك تفتح جريدة الشروق كما عوّدت قراءها الأوفياء نافذة على الفكر الأصلاحي التنويري في تونس ليكتشف القارىء وخاصة من الشباب التونسي أرث بلادهم الكبير في مجال الأصلاح والتنوير لتعميق صلتهم بتراثهم وأرثهم الأصلاحي. من مواليد قرية بنبلة من ولاية المنستير سنة 1827 ظهرت عليه علامات النبوغ مبكرا وتفوق في دراسته في جامع الزيتونة وَمِمَّا يروى عنه أنٌه كان ينتقل كل يوم الى ضاحية باردو راجلا لقراءة كتاب لسان العرب إذ كانت هناك نسخة وحيدة في مكتبة القصر الحسيني ولذلك كان محل تقدير من أساتذته محمود قبادو وإبراهيم الرياحي ومحمد النيفر ومحمد بن ملوكة كما كان صديقا لخيرالدين التونسي الذي طلب منه مع الشيخ محمد بيرم المساهمة في تحرير كتابه الشهير أقوم المسالك. وبعد تولٌي خيرالدين الوزارة الكبرى عينه عضوا في لجان الإصلاح التي تم إحداثها والتي ترتٌب عنها إحداث مجلس بلدية الحاضرة وتأسيس المدرسة الصادقية والمدرسة الحربية بباردو كما كان خيرالدين يكلّفه ببعض المهام في البلدان الاوروبية والإسلامية مثل تركيا وفرنسا وإيطاليا كما أقام لمدة سبع سنوات تقريبا من 1875 الى 1882 في مدينة ليفورنة الإيطالية مع الجنرال حسين للدفاع عن القضية التي رفعتها الدولة ضد نسيم شمامة الذي اختلس أموال الدولة التونسية. في إيطاليا تعلم الشيخ سالم بوحاجب الإيطالية وبعد عودته الى تونس إستأنف التدريس في جامع الزيتونة وتم تعيينه عضوا في المجلس الشرعي في 1906 كما عين في 1919 في خطة شيخ الإسلام (المفتي). وكان سالم بوحاجب من مؤسسي الجمعية الخلدونية أوٌل جمعية أهلية في تونس كما عرف بأفكاره التنويرية ودفاعه عن فهم حديث لمقاصد الإسلام وكان إماما خطيبا في جامع سبحان الله في تونس وقد توفي سنة 1924 وكانت أفكاره التنويرية بمثابة الأرضية التي انطلق منها الطاهر الحداد وأبوالقاسم الشابي وغيرهما من المصلحين والمستنيرين التونسيين الذين أسسوا للحركة الإصلاحية التونسية.