سورة السجدة هي السورة الثانية والثلاثون في ترتيب المصحف العثماني، وهي الثالثة والسبعون في ترتيب النزول، نزلت بعد سورة النحل، وقبل سورة نوح. وعدد آياتها ثلاثون آية. وهي مكية في قول أكثر المفسرين. أشهر أسماء هذه السورة هو سورة السجدة، وهو أخصر أسمائها، وهو المكتوب في السطر المجعول لاسم السورة من المصاحف المتداولة. وعنونها البخاري في «صحيحه» ب «سورة تنزيل السجدة». وتسمى هذه السورة أيضا سورة (المضاجع) لوقوع لفظ (المضاجع) فيها في قوله تعالى: ﴿تتجافى جنوبهم عن المضاجع﴾. السجدة:16. والأشهر أنّها سميت بسورة (السجدة)، لأن آية السجدة منها، تدل على أن آيات القرآن من العظمة، بحيث تخر وجوه الكل لسماع مواعظها، وتَنَزُّه مُنْزِلِها عن أن يُعَارض في كلامه، وبشكره على كمال هدايته. وهذا أعظم مقاصد القرآن». وقد تميزت هذه السورة بوقوع سجدة تلاوة فيها ..وعن فضلها فقد روى الشيخان واللفظ للبخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر: «الم تنزيل السجدة» و»هل أتى على الإنسان». وللدارمي عن خالد بن معدان مرسلا: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: اقرؤوا المنجية، وهي: «الم * تنزيل» فإنه بلغني أن رجلا كان يقرؤها، وما يقرأ شيئا غيرها، وكان كثير الخطايا، فنشرت جناحها عليه، وقالت: رب اغفر له، فإنه كان يكثر قراءتي، فشفعها الرب فيه، وقال: اكتبوا له بكل خطيئة حسنة، وارفعوا له درجة. وتلخص مقاصدها أساسا حول مقاصد أربعة: مقصد الوحي وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم. ومقصد الألوهية وصفتها. ومقصد البعث والمصير. ومقصد يوم القيامة يُعرض فيه مشهد المؤمنين والمشركين. وهذا بعض تفصيل لهذه المقاصد التي اشتملت عليها هذه السورة: - التنويه بشأن القرآن، لأنه جامع الهدى الذي تضمنته هذه السورة وغيرها، ولأن جماع ضلال الضالين هو التكذيب بهذا الكتاب، فالله جعل القرآن هدى للناس، وخص العرب أن شرَّفهم بجعلهم أول من يتلقى هذا الكتاب، وبأن أنزله بلغتهم، فكان منهم أشد المكذبين بما جاء به، لا جرم أن تكذيب أولئك المكذبين أعرق في الضلالة، وأوغل في فساد الرأي. - الاستدلال على إبطال إلهية أصنام المشركين بإثبات انفراد الله بأنه خالق السماوات والأرض، ومدبر أمورهما. - ذِكْر البعث والاستدلال على كيفية بدء خلق الإنسان ونسله، والتمثيل لذلك بإحياء الأرض، مع بيان أن إحياء الأرض كان نعمة على المشركين، غير أنهم لم يقدروا تلك النعمة، وكفروا بالمنعم. - الثناء على المصدقين بآيات الله ووعدهم بالجزاء الحسن، والإنكار على الذين جحدوا بآيات الله ولقائه، ووعيدهم بالعقاب الأليم، والعذاب المقيم. - التذكير بما حلَّ بالمكذبين السابقين، ليكون ذلك عظة للحاضرين، وتهديدهم بالنصر الحاصل للمؤمنين. - أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالإعراض عن المشركين بالله وآياته تحقيرا لهم، ووعده بانتظار نصره عليهم.