قيادة المنتخب شرف عظيم ومن المفروض أن تكون من نَصيب لاعب كبير أداءً وسلوكا خاصّة إذا تَعلّق الأمر بمشاركة مُونديالية سيتحمّل خلالها القائد مسؤوليات مُضاعفة في الميدان فهو من يشحذ الهِمم في الأوقات الصّعبة وهو من يدفع رفاقه نحو الفوز علاوة على دوره في فرض الانضباط وحماية الفريق من المشاكل الجانبية مع الخَصم والحكم وبإختصار شديد يعوّض القائد مدرّبه في الميدان. هذه الصفات القيادية والخصال الفنية توفّرت في المثلوثي والمساكني غير أن حالة الضياع التي يعيشها الأول وغياب الثاني بسبب الإصابة بعثرت الأوراق على مستوى شارة القيادة. الخزري في المقام الأوّل في ظل تَخلّف المساكني عن المونديال وخروج المثلوثي من حسابات معلول كانت الأولوية للخزري لتحمّل الأمانة وإرتداء شارة القائد خاصّة بعد أن حَصل حوله الإجماع لقوة شخصيته ومَهارته العالية. هذا قبل أن يضطرّ وهبي للغياب في الإختبارين الوديين الأخيرين أمام البرتغال وتركيا ل»يتلقّف» الفرجاني ساسي «هدية» معلول ويتولّى هذا المنصب ولو إلى حين. وقد كانت عدة أسماء مرشحة لنيل هذا الشرف الكبير بناءً على أقدميتها مثل علي معلول وصابر خليفة وصيام بن يوسف لكن المدرب إختار ساسي دون سواه لعدّة إعتبارات منها عدم جاهزية بعض الأسماء المذكورة وعدم تأكد البعض الآخر من التواجد في التركيبة الأساسية. ومن الواضح أيضا أن نبيل معلول مُقتنع بالأدوار القيادية للفرجاني وتأثيراته الفنية في تشكيلة «النسور» وربّما يحظى ساسي أيضا ب»عطف خاص» من «الكوتش» الذي قد يرى نفسه في هذا اللاعب الأنيق في خط الوسط تماما كما كان الحال مع معلول أيّام زمان. والثابت أن شارة القيادة لن تفلت من الخزري بعد أن يتخلص من مخلفات الإصابة ويسترجع مكانه في التشكيلة التونسية أمّا إذا حدث العكس (وهو سيناريو ضعيف مبدئيا) فإن الشارة قد تذهب إلى أحد المُرسمين في القائمة الموسّعة للقادة كما هو شأن الفرجاني الذي كانت سعادته عارمة بهذه «الهدية» في الجولة الأوروبية الأخيرة لإيمانه بالقيمة الرمزية لهذا المنصب. هذا مرفوض لم تخل مشاركتنا السابقة في المونديال من «التنازع» حول شارة القيادة كما حصل مع جيل 1998 (بين سامي الطرابلسي وشكري الواعر). ومن المرفوض طبعا تكرار هذا الأمر ولاشك طبعا في أن المسألة بيد المدرب من خلال تحديد قائمة تفاضلية يقع التقيّد بها (والأمر نفسه بالنسبة إلى ضربات الجزاء). قادة المنتخب في المونديال 1978 في الأرجنتين: تميم الحزامي 1998 في فرنسا: سامي الطرابلسي 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية: عادل السليمي (خالد بدرة) 2006 في ألمانيا: رياض البوعزيزي