تونس (الشروق) أُحدث متحف التربية بتاريخ 10 سبتمبر 2001 وتمّ تدشينه سنة 2008 وترأّسه أوّلا المدير المؤسّس محمد العياشي ثم منجي الوردة وحاليا يديره عبد الله الطباهي ويتوسط المتحف عددا من المؤسّسات التربويّة المتنوّعة الاختصاصات بشارع 9 أفريل بتونس العاصمة وترتكز مهامه في جمع وحفظ الوثائق المتعلّقة بالتربية والتعليم في تونس والمحافظة على الذاكرة التربوية ودراسة تاريخ المدرسة التونسيّة والتعريف بها عن طريق النّشر. هذا إضافة إلى جمع وصيانة التراث التربوي وتقديمه للزوار ويعتبر هذا المتحف ذاكرة خصبة للتراث التربوي والمدرسة العصرية وتطورها الإشعاعي المعرفي عبر العصور بداية من الكتابة الفينيقيّة ووصولا إلى تعدّد أنواع المدارس خلال الفترتيْن الحديثة والعصرية بالبلاد التونسيّة انطلاقا من المدرسة الصادقية وما تبعها من إحداثات في العهد الاستعماري. وصولا إلى التعليم العمومي وتطوراته الاصلاحية. وضمن هذا التاريخ التربوي الحافل تأسّس متحف التربية الذي يعتبر تحفة معمارية فسيحة المكان والزّمان. وجب الافتخار بمكوناته و»مدّخراته» من المعروضات باعتباره الوحيد في المنطقة ويلقى الكثير من التنويه والاعجاب التشجيعي من الوفود الحكومية والأكاديمية الزائرة. ويزور المتحف سنويا قرابة 3500 زائرا منهم 95% من تلامذة من مختلف المراحل الدراسية إلى جانب الطلبة والباحثين في التاريخ وعلوم التربية ممّن يتمتعون بمجانية الدخول والمصاحبة التقديمية من قبل إطارات المتحف. ويضمّ متحف التربية في طابقه الأرضي والعلوي فضاءات مفتوحة وقاعات عرض لوسائل تعليمية وبصائرية قديمة إلى جانب بثِّ شريط وثائقي حول تاريخ التعليم في تونس تقليديا وعصريا. هذا إضافة إلى قاعات مجسّمة على غرار التعليم الزيتوني والكتّاب والعصري. ويضاف إلى ذلك وسائل تعليمية متنوّعة الأدوات والكتب والأوراق التراثية ويتوسط الطابق الأرضي مكتب وزير التربية ومؤسّس المدرسة العصرية الدكتور «محمود المسعدي». ويضم المتحف ثلاث وحدات أساسية تسهر على تثمين رصيد المجموعات والموارد إلى جانب رواق للباحثين وفضاء للملتيميديا. ووجبت الاشارة إلى أن المتحف يشارك أيضا في المعارض المتنقلة أخرها بمعرض تونس الدولي للكتاب بتونس ومعرض الكتاب بسوسة. ومنذ سنة 2016 يفتقد المتحف التربية إلى قانون أساسي وعدم وضوح وضعيته الإدارية بعد «حلّ» المركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية هذا جانب قلّة موظفيه الذين تقلّص عددهم إلى اثنيْن يجتهدان في ابراز مخزون ورسالة وصورة هذا المتحف.