شهد جويلية 1958 حلول شهر رمضان الذي نشطت فيه الصالات والكافيشانطات بشكل لافت من خلال الكم الكبير من الفنانين الذين توزعوا على مختلف الفضاءات لتأثيث سهرات شهر الصيام بالروائع الطربية والابداعات الفنية والأعمال الهزلية الخفيفة التي تضفي على المتلقي مسحة من المرح والارتياح. وكانت الفنانة الخالدة صليحة نجمة سهرات ليالي رمضان 1958 في صالة الفتح، حيث كانت الصوت الذي يبعث في النفوس الإحساس بالحياة ومعانيها الجميلة... كانت صليحة في رمضان 1958 كتلة من الأحاسيس والإبداع الموسيقي الخالد. كانت تغني بشغف ولهفة وكأنها ستغادر هذه الحياة قريبا، وهو ما لاحظه العديد من الذين عاصروها في تلك الفترة... كانت تغني كل ليلة في صالة الفتح كأنها لم تغن من قبل... وهي لا تدري أنها بعد أشهر قليلة ستغادر هذه الحياة... ففي نوفمبر 1958 غادرت صليحة الحياة بعد ان أسست مدرسة ابداعية موسيقية خالدة. ويؤكد الباحثون ان سرّ نجاحها يكمن بحفاظها على المسحة البدوية في صوتها وسلامة مخارج الحروف الذي تميزت به بالاضافة للرعاية التي حظيت بها من الموسيقيين المشهورين كذلك لا يمكن اغفال دور الشعراء في تونس الذين غنت من كلماتهم تلك الفترة أمثال محمد المرزوقي ومحمد العربي الكبادي وعبد المجيد بن جدو والحاج عثمان الغربي وبلحسن بن الشاذلي وقدور الصرارفي وغيرهم كثير.