أعلن التحالف الدولي الذي تقوده امريكا أن جهوده ضد تنظيم داعش ستركز في المرحلة المقبلة على مكافحة الارهاب في ليبيا ودول شمال افريقيا ويأتي ذلك تزامنا مع الحرب الضروس التي يخضوها الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر على الارهاب في درنة . أكثر من 10 آلاف إرهابي ينتشرون في أفريقيا الرباط (وكالات) استضافت مدينة الصخيرات في المغرب الليلة قبل الماضية اجتماعا موسعا للمدراء السياسيين للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، شاركت فيه أكثر من 42 دولة من التحالف.وخلال الاجتماع أكد مبعوث الرئيس الأمريكي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك عزم التحالف على «إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» والقضاء عليه». وقال ماكغورك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة على هامش الاجتماع: «نحن عازمون ليس فقط على الانتصار السريع على تنظيم «داعش» بل وإلحاق هزيمة ساحقة به».وأوضح المسؤول الأمريكي أن الاجتماع بحث الوسائل والآليات التي يمكن العمل عليها لمكافحة التنظيم ومنع مقاتليه الأجانب من عبور الحدود وكذلك الحد من وسائل تمويلهم، مضيفا أن جهود التحالف ترتكز على»هزيمة أيديولوجيا التنظيم الإرهابي ووسائله الإعلامية». وتابع: «للأسف وجود التنظيم لم ينحصر في سورياوالعراق وسنواصل محاربته». وأشار إلى أن المجموعات الإرهابية في منطقة شمال افريقيا والساحل والصحراء الإفريقية تعتبر امتدادا «لمجموعات إرهابية سابقة منتمية للقاعدة استعملت راية «داعش» للحصول على أكبر قدر ممكن من التمويل». ولفت إلى أن انضمام مجموعة «تجمع دول الساحل والصحراء» ودول «الخمسة في الساحل» إلى التحالف الدولي «مهم للغاية لدورها في إفريقيا ومن المهم أن تتجند هذه المجموعات ضد التنظيم». وعن ليبيا أشار ماكغورك، إلى أن «داعش» يحاول فرض هيمنته على ليبيا وهناك العديد من التنظيمات الإرهابية في ليبيا وقد عملنا جاهدين على منع التنظيم من أن يتوطن في ليبيا».وتابع: «ليبيا كانت حاضرة معنا اليوم في التحالف طبعا سواء من خلال مكافحة الإرهاب أو دعمها مسلسل السلام كما أقرته الأممالمتحدة». ومن جانبه اعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة خلال الاجتماع أن أكثر من عشرة آلاف إرهابي ينتمون لتنظيمي «داعش» و»القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» موجودون في قارة أفريقيا. وقال بوريطة إنه «في إطار تطوّر استراتيجية داعش فإن أفريقيا من أكثر المناطق المستهدفة» حيث «يستغل الإرهابيون» نقاط ضعفها. ودعا بوريطة للتعاون بين الدول الأفريقية والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، مشيرا إلى أنه باستثناء سورياوالعراق وأفغانستان، تعرضت أفريقيا لأكثر الاعتداءات الإرهابية و»عدد الضحايا فيها أكبر مما هو عليه في أوروبا». وقال ان عدد الاعتداءات الإرهابية بإفريقيا تفوق نظيرتها بأوروبا ب22 مرة. ويذكر انه مع الضغط الذي تتعرض له الجماعات الإرهابية في سورياوالعراق، تتصاعد عملياتهم في مناطق أخرى ومنها شمال إفريقيا وجنوب الصحراء، فيما يعزى إلى عودة بعض عناصر الإرهاب من العراقوسوريا عبر تركيا إلى تلك المنطقة.وإلى جانب زيادة وتيرة العمليات العسكرية في ليبيا، خاصة في الشرق، التي يقوم بها الجيش الوطني ضد الجماعات الإرهابية زاد عدد العمليات الإرهابية في المنطقة بمعدل كبير في السنوات الست الأخيرة.وارتفع عدد ضحايا تلك العمليات من أقل من مائتين إلى عدة آلاف، حسب دراسات عدة نشرت بعضها مؤسسة آي إتش إس لبحوث المعلومات. رأي خبير علي بكر، المحلل المتخصص في الإرهاب: «انهيار معاقل تنظيم داعش الارهابي في سوريا سوف يؤدي إلى إعادة انتشار المقاتلين في القارة السمراء، حيث معظمهم أتوا من دول شمال إفريقيا ومن المتوقع أن تضرب إفريقيا موجة من النزوح الجماعي للارهابيين في الوقت الذي توسع فيه القاعدة نطاقها إلى دول أخرى مثل النيجر وبوركينافاسو ونيجيريا».