وسط تشويق كبير تنطلق اليوم منافسات الدّور ربع النهائي للمونديال الذي أثبت إلى حدّ الآن أنّه لا يخضع كثيرا للمنطق بدليل السّقوط المُدوي لأكثر من منتخب «عملاق» وأكثر من نجم سَاطع كما هو حال ألمانيا «نوير» وأرجنتين «ميسي» وإسبانيا «إينيستا» وبرتغال «رونالدو». وفي الوقت الذي خَفت فيه بريق هذه الأسماء اللاّمعة يسطع نجم لاعبين آخرين مثل «مبابي» البطل الفرنسي من أصول كامرونية - جزائرية. وقد لفت «مبابي» الأنظار بعد الإنتصار المثير لمنتخب «ديشامب» على الأرجنتين برباعية نصفها من توقيع هذا الشاب «الصّغير» والقادم بقوّة في عالم كرة القادم. «مبابي» سيكون أحد أبرز محاور الإهتمام في المواجهة النارية بين فرنسا والأوروغواي الباحثة عن إستعادة مجدها العالمي القديم خاصّة أنها كانت أوّل فريق ينال شرف تزعّم العالم في ثلاثينات القرن الماضي. إثارة كبيرة يحلم منتخب «الديكة» بدوره بإسترجاع العرش العالمي خاصّة بعد أن أزاح من طريقه الأرجنتين التي كانت من المرشحين للظفر باللّقب الغالي ولاشك في أن الإطاحة برفاق «ميسي» من شأنه أن يرفع سقف الطموحات في «باريس» التي عاشت لحظات رائعة بعد العبور إلى الدّور ربع النهائي بفضل التألق اللافت للاعب فريق العاصمة الفرنسية «مبابي» الذي يحمل اليوم على عاتقه مسؤولية مُضاعفة ليواصل رحلة الإبداع ويُقلع ببطل العالم عام 1998 إلى المربّع الذّهبي بدعم من الجماهير «الزّرقاء» الحاضرة في روسيا وبمساندة بقية النجوم على رأسهم «غريزمان» الذي خطف الأضواء في «أورو» 2016 دون الصعود على منصّة التتويج وهو ما سيدفع هذا الجيل إلى القتال في الملاعب الروسية لتحقيق مكاسب تاريخية إقتداءً بجيل «زيدان» الذي أهدى الفرنسيين الزعامة العالمية والأوروبية في 1998 و2000. وقد كان المدرب الحالي لفرنسا «ديشماب» مُساهما كلاعب في تلك الإنجازات الفريدة للكرة الفرنسية ولاشك في أنّه سيوظّف الخبرات التي إكتسبها في الملاعب مع التجارب التي راكمها مع الأندية التي أشرف على حظوظها في السنوات الأخيرة ليعيد منتخب بلاده إلى الزعامة العالمية كما فعل مواطنه «إيمي جاكي» عام 98 بمساعدة «روجي لومار» الذي أهدى في مرحلة موالية تونس لقبها الإفريقي «اليَتيم». من جهته، إنتصر منتخب الأوروغواي في كلّ المباريات وأظهر إستعدادات فنية جيّدة وصلابة دفاعية واضحة. وتبدو حظوظ سفير الكرة الأمريكية وافرة لِيُسكت «الديكة» الفرنسية عن الصّياح وينتزع منها بطاقة التأهل إلى المربّع الذهبي بقيادة المدرب الخبير «أوسكار تاباراز» الذي يراهن كثيرا على الإنضباط والأداء الغزير للاعبيه على رأسهم «سواريز» و»كافاني» والقائد «غودين» الذي سيجد نفسه وجها لوجه مع «غريزمان» وهو زميله و»صديقه» في «الأتليتيكو» ويتضمّن لقاء فرنسا - الأوروغواي صراعا «باريسيا» بين «كافاني» و»مبابي» علاوة على «معركة» «برشلونية» طريفة بين «سواريز» و»أومتيتي» (هذا طبعا في صورة تأكدت مشاركة كلّ أوجلّ الأسماء المذكورة). الفرجة مضمونة بالتوازي مع الصّدام القوي بين فرنسا والأوروغواي ستكون الجماهير الرياضية العاشقة للمهارات الفنية على موعد كبير مع الفرجة وهي من إختصاص «الصّامبا» البرازيلية التي تلاقي اليوم «النجوم» البلجيكية. ومن المرجّح أن تكون هذه المباراة مُمتعة قياسا بالإمكانات الفردية لجلّ «الكوارجية» الذين يراهن عليهم المدربان «تيتي» و»مارتيناز» للتقدّم نحو المحطّات النهائية للكأس العالمية والمراهنة بقوّة على اللّقب. وكانت البرازيل قد عصفت بطموحات المكسيك بفضل ثنائية «نيمار» و»فيرمينو» لتصطدم في الدور ربع النهائي ب»الشياطين» البلجيكية التي كادت أن تسقط في فخّ اليابان لولا الإنتفاضة الهجومية لزملاء البلجيكي - المغربي «مروان فلايني» في اللّحظات الأخيرة من اللقاء. ولاشك في أن السيناريو «المجنون» الذي عاشه البلجيكيون أمام اليابانيين زعزع نوعا ما ثقة فريق «مارتيناز» «الطّامع» في قهر البرازيل وقطع خطوة «عملاقة» نحو الأدوار الختامية خاصّة أن إبعاد «الصّامبا» وهي صاحبة الأرقام القياسية في الفوز بالكأس العالمية يَعني منطقيا أن الحظوظ البلجيكية ستصبح كبيرة جدّا للمراهنة على اللّقب.