تشرع "الشروق" ضمن ملحق الصيف في تقليب صفحات من مسيرة الصوت الطربي التونسي الأصيل بية بنت البشير الرحال (علية) الصوت الراقي الذي غنى للحياة والوطن والحبّ... قيتارة الأغنية التونسية التي نحتت نجاحها بأظافرها. وكتبت في المدونة الغنائية التونسية روائع خالدة جمعت فيها بين القصيد والشعر الفصيح والأغاني العاطفية الخفيفة والألحان ذات الطابع الاجتماعي والأفراح... وكسبت الراحلة علية رهان التجديد في الأغنية التونسية والعربية. وهي التي أخفت هذا الشغف عن والدتها رغم أن والدها المسرحي الخالد البشير الرحال كان من المساندين لها. بل إنه كان يتمنى لو أنها انضمت الى التمثيل الذي اختاره عن حب واقتناع... لكن علية المحبة لوالدها اختارت أن لا تعيش في جلبابه. وانطلقت بكل هدوء في كتابة مسيرة متفردة من تونس وصولا الى القاهرة فالعودة الى تونس مرة ثانية... وهو ما سيكون محور حلقاتنا القادمة. لكن لنقف عند مسيرة والدها البشير الرحال لنكتشف تأثير ذلك على نهجها الفني. الشغف بالتمثيل البشير الرحال من مواليد سنة 1901 شغف بالتمثيل. وهو في المدرسة الابتدائية وقبل الحصول على الشهادة الابتدائية اضطر الى الانقطاع عن التعليم إثر وفاة أبيه ليلج معترك الحياة يبحث عن عمل يرتزق منه ويعيل أسرته. فتعلم أولا صناعة الأحذية قبل الانتقال بعد ذلك الى مكتب المحامي محمد الحبيب رجل المسرح الكبير. ثم تأهل ليكون خبيرا لدى المحاكم وأمكن له ذلك سنة 1948. وبدأ البشير الرحال نشاطه المسرحي بجمعية «الآداب» الاولى وكان يدير هذه الجمعية فنيا الشيخ ابراهيم الأكودي فأسند اليه دورا صغيرا في مسرحية «روميو وجوليات» أو «شهداء الغرام». فلفت البشير الرحال نظر الجميع بإتقانه ذلك الدور الصغير. يتبع