دخلت الأزمة اليمنية منعرجا جديدا بعد اعلان السعودية عن وقف تصدير النفط عبر مضيق «باب المندب» بعد استهداف جماعة الحوثيين ناقلتي نفط عملاقتين لها فيما تتجه الكويت الى اتخاذ نفس القرار. صنعاء (وكالات) وعاد «باب المندب» ليشكل ندبة خطرة في الصراع الإقليمي والدولي، بعد تهديدات نارية أطلقها أمس الجنرال قاسم سليماني، وتحذيره من أن البحر الأحمر لم يعد آمنا للقوات الامريكية. وأعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أول أمس أن بلاده ستعلق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب «إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة». وأكد الفالح أن تهديدات الحوثيين على ناقلات النفط الخام «تؤثر على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر». وجاء قرار السعودية بتعليق شحنات النفط بعد أن صرح المتحدث الرسمي ل «التحالف العربي» بأن ناقلتي نفط عملاقتين تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل (البحري) تحمل كل منهما مليوني برميل من النفط الخام تعرضتا لهجوم من قبل الحوثيين في البحر الأحمر صباح اليوم بعد عبورهما مضيق باب المندب. وأسفر الهجوم عن إصابة طفيفة في إحدى الناقلتين، دون وقوع أي إصابات بشرية أو انسكاب للنفط الخام في البحر وسحبت الناقلة المتضررة إلى مرفأ سعودي. بدوره قال مسؤول كويتي، أمس، إن بلاده قد تتخذ قرارا بوقف صادرات النفط عبر مضيق باب المندب، بعد قرار سعودي مماثل، لكنه أكد أن الأمر مازال قيد الدراسة وأن قرارا نهائيا لم يتخذ بعد. وقال بدر الخشتي رئيس مجلس إدارة شركة ناقلات النفط الكويتية، ردا على سؤال ل«رويترز»: «الاحتمالات واردة لكن ليس هناك شيء أكيد حتى الآن». وشدد الخشتي على أنه «لا بد أن يكون هناك بديل ولا بد أن يكون كل شيء مدروسا وبعدها نقرر». وأدانت أطراف عربية مختلفة استهداف عناصر جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) ناقلتي نفط سعوديتين في مياه البحر الأحمر قبالة ميناء الحديدة. وشدد رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، في بيان له، على «أن استهداف الناقلتين يعد عملا إرهابيا وتهديدا خطيرا للأمن والسلم الدوليين»، داعيا المجتمع الدولي إلى «التحرك العاجل والحاسم لتأمين خطوط نقل النفط ومحاسبة الحوثيين وداعميهم». ويعتبر مضيق «باب المندب» أحد الممرات الرئيسية للنفط في العالم، يعبر من خلاله 4.8 مليون برميل يوميا من الخام والمنتجات البترولية في عام 2016، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية 2.8 مليون منها اتجهت شمالا إلى أوروبا، ومليونا برميل اتجها من أوروبا إلى الشرق الأوسط وآسيا. ويقع مضيق باب المندب قبالة سواحل اليمن وجيبوتي وإريتريا، ويربط بين البحر الأحمر وبحر العرب، وهو طريق مهم لمنتجات التكرير الأوروبية إلى الأسواق الدولية. كما يسمح المضيق لصادرات الخام المتوجهة إلى السوق الأوروبية بالمرور إمّا عن طريق خط أنابيب «سوميد» الذي يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط أو عن طريق «قناة السويس». رأي خبير الخبير النفطي الكويتي كامل الحرمي: «التعليق السعودي المؤقت سيدفع نحو زيادة الأسعار لمدة محددة. كما أن القرار سيتسبب بتأخير شحنات النفط لمدة 15 يومًا، إذ سيتوجب على ناقلات النفط التوجه نحو جنوب القارة الأفريقية».