لم يكن الملك خوان كارلوس الأول الذى يتخلى عن العرش الملكى، فمن قبله، وتحديدا فى 21 جويلية 2013 تنازل ملك بلجيكا، ألبرت الثانى، رسميا عن العرش لولى عهده، الأمير فيليب، وقبلهما تنازلت الملكة الهولندية بياتريكس فى 30 أفريل 2013 عن العرش بعد 33 عاما من الحكم لابنها الأمير وليام، ولكن هوجة التنازل عن العرش لم تطال بالطبع الملكة البريطانية إليزابيث الثانية التى لازالت تحتفظ بكرسى العرش حتى الآن. وتاريخ تنازل الملوك عن العرش فى أوروبا طويل، كان ألفونسوال13 أول من تنازل عن العرش، فقد حكم الملك ألفونسوال13 أسبانيا من عام 1886 إلى 1931 حيث تعرض جيشه فى عام 1921 لهزيمة كبيرة فى الريف المغربى فقرر الملك تشكيل لجنة تقصى حقائق، وكان من نتائج تلك اللجنة إدانة الملك شخصيا وتحميله مسئولية ما حدث، ولاحتواء الموقف تم تأليف حكومة جديدة فى محاولة يائسة لإنقاذ الملك، وأخيرا وافق ذلك الملك على إجراء انتخابات أظهرت نتائجها انتصار الأحزاب التى تدعو للجمهورية، وطالبت الملك بالتخلى عن العرش خاصة بعد أن تخلى عنه الجيش فقبل الملك وغادر البلاد تماما، وعلى الفور تجميد جميع أملاكه وأملاك الأمراء لصالح اقتصاد البلاد. وعودة إلى الملك خوان كارلوس"دونجوان" إسبانيا وزير النساء...فلقد هزمته "الأفيال والنساء" !...فهل تريدون سماع الحكاية ؟ حدث سياسي في مساء 18 جوان 2014 وقع الملك على مرسوم تنحيه عن العرش في القصر الملكي في مدريد . ومع اول لحظة من يوم 19 جوان 2014 أصبح خوان كارلوس ملكا سابقا في حين أصبح ابنه فيليبي السادس ملكا لأسبانيا. بعد 39 عامًا من وصوله إلى عرش إسبانيا، قرر الملك خوان كارلوس التخلي عنه لصالح ابنه ولي العهد، الأمير فيليب، البالغ من العمر 45 عامًا وقتها ، وفقًا لبيان مقتضب قرأه رئيس وزراء البلاد ماريانو راخوي، معلنًا أن اعتلال صحته سبب الأمر، لكن متابعي المشهد يرجعون الأمر لأسباب سياسية دمرت شعبيته. وصول الملك كارلوس إلى العرش جاء بعد يومين من رحيل ديكتاتور إسبانيا الجنرال فرانكو عام 1975، وترى هيئة الإذاعة البريطانية أنه ينسب إليه الفضل في قيادة البلاد نحو الديمقراطية، فيما وصف قائد الاشتراكية المعارض، ألفريدو بيريز روبلكابا، تنحي الملك بأنه «أهم حدث سياسي منذ تحول أسبانيا إلى الحكم الديمقراطي». وترى هيئة الإذاعة البريطانية أنه كان ينظر إلى «كارلوس»، خلال فترة توليه العرش، على أنه أحد أكثر ملوك العالم شعبية، لكن الكثير من الإسبان فقدوا الثقة فيه خلال أشهره الأخيرة، معتبرة أن «سمعته شوهت بسبب تحقيقات أجريت مع ابنته وزوجها بشأن الفساد». الملك نفسه لم يكن بعيدًا عن مرمى الاتهامات، التي طالته شخصيًا، بعدما ذكرت تقارير صحفية أن هناك «شائعات» تفيد بدخوله في علاقات غرامية غير شرعية، وترى صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أنها تصل ل1500 علاقة أبرزها مع الأميرة ديانا، مانحة إياه لقب «دونجوان». وفي عز الأزمة المالية الطاحنة، التي ضربت إسبانيا، عام 2012، خرج الملك كارلوس في نزهة إلى بوتسوانا لصيد الأفيال، في رحلة وصفت، آنذاك، ب«البذخ الشديد»، وبعد ملاحقة صحف إسبانية له، عاد وقدمه مكسورة، وقرر الاعتذار للشعب على فعلته. وقتها، قالت أنا روميرو، مراسلة صحيفة «الموندو» الإسبانية لشؤون العائلة الملكية، إن «الملك سيتنازل عن العرش في وقتٍ ما جراء الأزمات المتتالية التي تواجهها شعبيته، لكن ذلك لن يكون في وقتٍ قريب»، فيما يراه رئيس وزراء البلاد أنه «كان مدافعًا لا يكل عن مصالحنا». زير نساء المعلن أن ملك أسبانيا خوان كارلوس تنازل عن العرش لنجله الأمير فيليبى بسبب المشاكل الاقتصادية التى تواجهها بلاده، لكن فى الكواليس تدور أسرارا أخرى تقف خلف قرار التنحى، ومنها المشاكل الصحية التى يعانى منها كارلوس الذى أجرى 5 عمليات جراحية خلال العامين الماضيين فقط. وبخلاف الوضع الصحى، فإن هناك أمورا أخرى دفعته لاتخاذ قرار التنحى، ومنها ما قالته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية أنه قد بات من الواضح أن شعبية كارلوس بدأت فى التراجع بعد سلسلة من قضايا الفساد التى ارتبط اسمه بها وأسماء أفراد من عائلته، فقد عرف عن الملك أنه "زير نساء"، حيث أشيع عنه أنه ضاجع حوالى 1500 امرأة، ومن ضمنهم الأميرة الراحلة "ديانا"، كما أنه تم إقالته من منصب الرئيس الفخرى للصندوق العالمى للطبيعة بعد فضيحة دولية اندلعت عقب انتشار صورة له ممسكاً ببندقية ويقف على رأس فيل ميت أثناء رحلة صيد فى "بتسوانا"، ولم يكن أحد ليكتشف تلك الفضيحة إلا أنه تمت إصابته فى فخذه أثناء الرحلة مما فجر تفاصيلها للعالم، وتم جمع توقيعات على عريضة تطالب بإقالة كارلوس من المنصب الشرفى، على الرغم من اعتذاره لشعبه. أما الفضيحة الأعنف التى هزت عرش كارلوس، كانت تورط ابنته "كريستينا" وزوجها "إيناكى يوردانجارين"، لاعب كرة اليد الأوليمبى الذى تحول فيما بعد لرجل أعمال، فقد تورط فى قضية اختلاس المال العام لتمويل بعض الأحداث الرياضية، واضطرت الأميرة كريستينا بعدها أن تتقدم للشهادة فى قضية نصب وغسيل أموال ، وتعد تلك القضية الأولى فى تاريخ تاج خوان كارلوس. ويعد الملك خوان كارلوس "79 سنة" أقرب لشعبه وأكثر جماهيرية من العائلة المالكة فى إنقلترا، فقد سافر إلى كثير من دول العالم كسفير لبلاده، كما كان قوة مؤثرة فى استقرار بعض البلاد المضطربة مثل منطقتى الباسك وكتالونيا، كما كان يختلط بشعبه فى كثير من اللحظات الحاسمة مثل تفجيرات مدريد الإرهابية من 11 مارس 2004، فقد ظهر الملك فى تلك اللحظة كشخص يحزن ويبكى مثل أى شخص آخر، وأصر على أن يحضر جنازة 191 شخصاً رحلوا فى ذلك الحادث المأساوى مع زوجته وبعض المسؤولين، يشاركون أهالى الضحايا أحزانهم، يربتون على أيديهم ويقبلونهم لتخفيف خسارتهم. ونجح الملك فى القضاء على انقلاب عسكرى كاد أن يطيح بحكمه عام 1981، كما أنه تغلب على الأزمة الاقتصادية التى واجهتها أسبانيا عام 2012، وعلى الرغم من ذلك إلا أن 62 % من الأسبان قالوا إنهم يفضلون أن يتخلى عن العرش فى استطلاع رأى . فكان... ما كان !