مع اقتراب عيد الاضحى المبارك، يتزايد نشاط عصابات سرقة المواشي، في عدد من الأرياف التونسية، عصابات تعددت طرق ممارستها لنشاطها الاجرامي، ولتنفيذ مخططاتها تقوم بقتل الفلاح... تونس (الشروق): ففي منطقة قرن الحلفاية من معتمدية تاجروين من ولاية الكاف، قتل شيخ يبلغ من العمر 83 عاما خلال الليلة الفاصلة 31 جويلية و1 أوت الجاري، بعد ان حاول التصدي لعصابة، كانت بصدد الاستيلاء على مواشيه، لتقوم عناصرها بتعنيفه ثم سلبه خرفانه وهاتفه الجوال والتحصن بالفرار. وحسب المعطيات المتوفرة، فقد تفطن الهالك، الى تسلل مجموعة من اللصوص الى زريبته ومحاولتهم السطو على 5 خرفان، فخرج من منزله وحاول منعهم الا انهم قاموا بتعنيفه مما ادى الى وفاته، وقد تم ابلاغ السلط الامنية وممثل النيابة العمومية، الذي أذن بنقل جثة الهالك لعرضها على الطب الشرعي، وتم فتح تحقيق في الواقعة لتقصي أثار الجناة. عصابات المواشي تنتشر هذه الحادثة، ليست الأولى، التي تسجلها بلادنا، فقد أسفرت عمليات سرقة المواشي عن مقتل عدد من الفلاحة أثناء مطاردتهم للعصابات واللصوص او اثناء التصدي لهم ليتم تعنيفهم مما ينجر عنه وفاتهم. ومع كل عيد اضحى يتزايد نشاط هذه العصابات وتتعدد طرق تنفيذها لنشاطها الاجرامي، اذ انها تقوم برصد الموقع ثم مداهمة الزريبة والسطو على رؤوس الأغنام وفي بعض الاحيان تقوم بقتل الكلاب لإخماد صوتها، ثم اخراج القطيع من الزريبة ونقله في ما بعد بواسطة سيارات ثقيلة، وإخفائه لفترة معينة ثم بيعه بأسواق المواشي. وقال مصدر امني ل«الشروق» أن سرقة المواشي، لم تعد تقتصر على فترة ما قبل عيد الاضحى، بل أن العصابات أصبحت تمارس نشاطها الاجرامي على مدار العام، مؤكدا ان بعض المواشي المسروقة يتم بيعها خلال عيد الاضحى وأخرى يتم بيعها للمشاوي. مافيا التهريب على الخط وتابع نفس المصدر ان هذه العصابات مرتبطة بمافيا تهريب المواشي، نحو القطر الجزائري، اذ ان الكثير من عناصرها يقومون بسرقة رؤوس الابقار والاغنام بغاية بيعها لعصابات التهريب والحصول على اموال، مؤكدا انه في ظل ارتفاع اسعار المواشي، فان هذه العصابات كثفت من نشاطها واصبحت ترتع في عدد من الارياف التونسية وتؤرق الفلاحين وتسطوا على قطيعهم. وأكد نفس المصدر ان الوحدات الامنية بصدد مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد قطاع تربية الماشية، وتتسبب في قطع مورد رزق العديد من العائلات والفلاحين، مؤكدا ان جميع اسواق بيع الماشية تخضع الى المراقبة الامنية للتصدي لمحاولات بيع الخرفان المسروقة. وتابع نفس المصدر انه تم في الكثير من المناسبات احباط محاولات بيع قطيع وارجاعه الى اصحابه ويتم القبض على الجناة. الاعتداء على الفلاحين ظاهرة سرقة المواشي تتفاقم وعلاجها يقتضي التصدي الى هذه العصابات التي اصبحت تبتكر طرق متطورة للسطو على الضيعات الفلاحية. وقد بينت الارقام الصادرة عن وزارة الداخلية ان هذه الظاهرة الاجرامية بصدد الانتشار بقوة ببلادنا، اذ خلال سنة 2016 بلغت الشكاوي المتعلقة بسرقة المواشي 1876، وفي سنة 2017 تم تسجيل 2000 قضية في سرقة المواشي ولحومها تخصص للمشاوي. وللاشارة فانه توفي كهل اصيل معتمدية بوحجلة من ولاية القيروان في جانفي من سنة 2017 بعد ان حاول مطاردة لصوص تسللوا الى زريبته، وفي سنة 2015 توفي فلاح اصيل ولاية الكاف بمستشفى الرابطة بعد ان تم الاعتداء عليه من طرف عناصر كانت بصدد سرقة مواشيه. وجدير بالذكر، فانه في بداية هذا العام صادق مجلس النواب على ادراج فصل بالمجلة الجزائية، يقضي بسجن كل من يعمد الى سرقة المعدات الفلاحية والمواشي مدة 10 اعوام وذلك في اطار برنامج الدولة التونسية لمكافحة الظاهرة.