يشكو قطاع تربية الماشية بجهة جندوبة عامة وبوسالم خاصة بعض الصعوبات التي أثرت في الانتاج وجعلته متذبذبا ومحفوفا بالمخاطر خاصة امام نقص المراعي وتنامي ظاهرة السرقة... تتمثل أهم الصعوبات التي تعترض مربيي المواشي وخاصة الأبقار والأغنام في تواضع الأراضي المخصصة للمراعي ويظهر هذا بوضوح بمنطقة البراهمي التي بها نشاط فلاحي متميز جدا ومنطقة سقوية ناشطة بامتياز .. وقد شكل النقص الفادح في المراعي معادلة صعبة لمربيي الماشية حيث يفضل الكثير منهم ترك قطعانهم في الاسطبلات والبعض الآخر للرعي بحواشي الطرقات والتي لا تكفي للرعي وهو نفس الشيء بمناطق أخرى كالسمران و عسيلة ويفسر البعض هذا الوضع بكثرة استغلال الأراضي الزراعية دون التفكير في ترك مساحات للرعي وقد أكد فريق آخر أن سبب نقص المراعي يعود لسياسة كراء الأراضي لأشخاص آخرين لاستغلالها وهو واقع قال عنه الكثير من الفلاحين ل «الشروق» أنه يمثل احدى أبرز الصعوبات التي تعترض سبيل الفلاحين و أنه يتعين التفكير في حلول لهذه المعضلة . فلاحو جهة بوسالم وخاصة المتواجدين بأحواز المدينة أكدوا بدورهم صعوبة نقل المنتوج وخاصة الحليب نحو سيارات التجميع وذلك بسبب صعوبة التنقل عبر المسالك الوعرة والتي ظهرت بها الحفر وبرك المياه والأوحال وهو ما يضطر الكثيرين للتنقل لكيلومترات عديدة على متن العربات التي تجرها الحيوانات أو على القدمين لايصال منتوج الحليب نحو الطريق المعبدة وهو واقع كذلك تسبب في صعوبة نقل العلف للأبقار وهي كلها ظروف من شأنها أن تزيد من معاناة الفلاح الذي يتكبد المشقة وسوء الحال مقابل تواضع أسعار بيع الحليب وارتفاع كلفة الانتاج وخاصة الأعلاف وهي صعوبات في كلفة الانتاج لا تخدم السوق من حيث أسعار اللحوم خاصة. صعوبات قطاع تربية الماشية لا تتوقف عند نقص المراعي وصعوبات نقل المنتوج وخاصة الحليب بل تتجاوز ذلك لواقع السرقة والتهريب الذي طال القطيع وانتشر بشكل كبير وانعكس على عدد القطيع وعلى تحمس الفلاح لتربية الماشية خوفا من النهب الذي تكرر وهو ما يتطلب حسب عدد من الفلاحين سياسة وخطة أمنية خاصة ولما لا التفكير في تمكين أصحاب الضيعات و اسطبلات تربية المواشي من بنادق صيد مرخص بها للتصدي لظاهرة السرقة والتهريب وليس من باب الاعتداء على الآخرين و انما من باب الحفاظ على الممتلكات الخاصة والتصدي للصوص المواشي الذين صاروا لا يخشون الظلام رغم الخطة المعتمدة في ترقيم القطيع ومراقبة الحدود للحد من تهريب القطيع الصعوبات التي تقف بالمرصاد في وجه قطاع تربية الماشية عموما بجهة بوسالم تتطلب اجراءات عملية للحفاظ على القطيع أولا وتسهيل ظروف النشاط للفلاح ثانيا وهي اجراءات تمكن من تطوير الانتاج وتحسينه.