«الوباء يضرب 3000 مدرسة» و«البرغوث يكتسح مستشفى الأطفال ببنزرت» بعدما حل ركب القمل والجرب والفرطس وفيروس التهاب الكبد من زمان في أكثر من مكان». هنا أقف عند علامة قف. لا عند شعب «راكضة بيه فرس» ولا عند نواب في مجلس نوابه «راكضة بيهم حصانة» في السباق مع البراغيث. وإنّما عند وثيقة لها علاقة ببرغوث أيام زمان لا ببراغيث هذا الزمن الجميل عثرت عليها ذات زمان سابق في الزبالة ضمن مهملات أرشيف بلدية باجة مؤرخة في 11 فيفري 1944 تمجد أحد أعضاء المجلس البلدي من يهود المدينة على عمله الخيري لفائدة بني مدينته من المسلمين والمتمثل في كمية من «الزور» وأخرى من «دواء البرغوث» تحصل عليها من عند الخيرين من اليهود في ايطاليا. وقد تولى المجلس البلدي توزيع هذه الهبة على جميع الحمّامات بالمدينة باعتبارها كانت ملجأ للمتشردين وقبلة لزوار المدينة من المتسوقين وعابري السبيل من الغرباء. وها نحن اليوم عدنا الى زمن البرغوث في غياب الدواء ولكن أي البراغيث أعني. أكيد ليس البرغوث الذي قاومه اليهود قبل رحيلهم من البلاد في الأربعينات. وإنّما البرغوث الذي ربّاه الصهاينة منهم في الداخل والخارج بعد الرحيل واختاروا له هذا البلد محمية وطنية له في مطلع الألفية الثالثة. للتاريخ أنا أوّل من سمى الثورة «ثورة البرويطة»، نعم أنا صاحب هذه التسمية بدون منازع. المعذرة كنت مخطئا. إنها ثورة البرغوث.