بدأت أعناق الفرسان الانتخابية تشرئبّ عاليا، وبدأت المجموعات تنصّب أنفسها «أولياء صالحين» وبدأ أنصارهم يدعون الناس الى التبرّك بهم. في هذا الوقت تحديدا تعالى صوت المواطن يشتكي من البلدية وارتفع صوت البلدية تشتكي من المواطن، وانتصب سؤال في مفترق الطرق علامة قف: من الظالم ومن المظلوم؟ سؤال أرى فيه حفرة تلد حفرة يبحث عن جواب «قد التراب قد الحفرة». ماذا يكون جواب أي مدينة عن هذا السؤال لو كانت تتكلّم..؟ هل تقول كليهما ظالم وأنا المظلومة: وإن الاثنين شريكان في منحي «كف وكعبة حلوى» منحة حضانة؟ ولكن إذا كان الأمر كذلك فعلا فأي الشطرين من هذه الفولة تنخره السوسة؟ أم أن كلا منهما منخور مادام طعم الفولة واحدا؟ اعذروني إن كنت أهذي ففي مواسم الانتخابات تكثر الاصابات بالحمى والهذيان، فأنا الى حد الآن مازلت مشرئب العنق لا لرؤية هلال الانتخابات . وإنما أبحث عن وردة واحدة ولو كانت من بلاستيك في حي الورود. دعوني أهذي وأنا جالس على كرسي المجلس البلدي لفترة طرح هذا السؤال فقط. ماذا يحصل لو عكسنا الآية، عوض أن ينتخب السكان المجلس البلدي تنتخب المدينة سكانها من المخلصين لها والخالصين مع البلدية؟ ألا نغني جميعا «يا دار الحبايب قلّي رحلو فين»؟