بعد الأزمة التي عرفها قطاع زراعة عبّاد الشمس بباجة والرّكود الذي تسبّب فيه استيراد «القلوب البيضاء» وإغراق السوق المحليّة بها، بدأ هذا النّشاط يستعيد عافيّته بعد تدخّل الدولة من خلال وضع شروط وحواجز أمام توريد هذا المنتوج التّركي المنشإ. واستأنف فلاّحوباجة نشاطهم وقاموا بزراعة حوالي 3500 هكتار من عبّاد الشمس «القلوب الكحلة»هذه السّنة مع وجود مساحات محدودة من «القلوب البيضاء» التركيّة والتي لا تتجاوز 200 هكتار. وتنتشر زراعة عبّاد الشّمس في عديد المناطق في ولاية باجة وتتركّز خاصّة في معتمديّات باجة الشّمالية ونفزة وعمدون وتبرسق. ويضفي موسم حصاد عبّاد الشمس أجواء منعشة على الجهة ويحدث حركيّة تجاريّة واقتصاديّة. ويتميّز هذا النّشاط بطاقة تشغيليّة مهمّة إذ يوفّر أكثر من 130 يوم عمل لحوالي 70ألف عائلة. وينتشر الفلاّحون والعملة من مختلف الأعمار في حقول عبّاد الشمس انطلاقا من منتصف شهر جويلية في كلّ موسم لجني المحصول ذي المردوديّة العاليّة وسط أجواء احتفاليّة يسودها التّفاؤل والقناعة . وتظلّ زراعة عبّاد الشّمس نشاطا مهمّا يدرّ أرباحا محترمة على فلاّحي الجهة ويخلّص العامل «الباجي» من شبح البطالة ولولفترة موسميّة.