الكتاب يمكّنك من السفر حتى إن لم يُتح لك فرصة الذهاب في إجازة. وهو يساعدك على التمتّع أكثر باجازتك إن ذهبت في اجازة. لذلك رأينا أن نقترح عليك كل يوم كتابا حتى يكون للمطالعة، التي تبقى أهم نشاط انساني، في صيفك نصيب. كتاب ألّفه ونشره على نفقته منير العربي (تونس 2017و في 259 ص)، ضمّنه خبرته في العمل البلدي مقيّما الواقع ومقترحا الآفاق فجاء ضروريا وصالحا لكل مواطن تونسي في علاقته بالشأن البلدي ولكلّ مستشار في المجلس البلدي أو موظّف في الادارة البلدية. استعرض المؤلف فصول الدستور المنظمة للسلطة المحلية بما فيها الانتخابات والمهام والصلاحيات والتراتيب من الرخص الى الخطايا. واهتمّ خاصة، وبعد التاريخ، بالوضع الراهن طوال سنوات الثورة في عدة مجالات أهمها التنمية والجباية والبيئة، مقدّما في ذلك أمثلة من بلدية تونس ومن تجارب بلديات أخرى في العالم. والأهم من ذلك الفصول المتضمّنة لرؤيته لبلدية الغد في ضوء مجلة الجماعات المحلية لتدارك نقائص مرحلة النيابات الخصوصية، وتغلب عليها الروح الاصلاحية والبعد المغاربي، ومنها تحيين أمثلة التهيئة العمرانية والبحث عن موارد جديدة وتقريب المصالح من المواطن وتسريع الاستجابة لطلباته في مسائل الرخص والشكاوى وتشريك المواطنين في الاستشارة وفق علاقة الحقوق والواجبات والعناية موجّهة خاصة الى الاستثمار في النظافة. ومن أطرفها فكرة البرلمان المحلي والاتحاد المغاربي للعمل البلدي، أما سرّ النجاح كما يتصوره المؤلف فهو في تحييد البلدية عن الانتماء الحزبي بعد الانتهاء من العملية الانتخابية، وذلك للانطلاق في العمل التنموي البحت بعيدا عن التجاذبات والحسابات المؤدية الى الخلافات، على حدّ قوله أو حلمه.