الكتاب يمكّنك من السفر حتى إن لم يُتح لك فرصة الذهاب في إجازة. وهو يساعدك على التمتّع أكثر باجازتك إن ذهبت في اجازة. لذلك رأينا أن نقترح عليك كل يوم كتابا حتى يكون للمطالعة، التي تبقى أهم نشاط انساني، في صيفك نصيب. تفاعل فرج الحوار مع اغتيال الشهيد شكري بلعيد بنصّ أدبي يتجاوز الحادثة الى الحكمة في شكل أقوال شبه مأثورة بأسلوبه المتين في ا للغة العربية وهو أستاذ الفرنسية، فجاء هذا الكتاب: سِفْرُ السؤال هامشا لأسفار الكتاب المقدّس (نقوش عربية، تونس 2018 في 164 ص). «اليوم أقول ملء الصوت لسادن السفاهة في ميادين الولاء الذليل: أنا أجرأ على المجاهرة بالكفر يا من تجرّأت على المجاهرة بإيمانك الفظّ. لا حاجة لمن رام الجرأة الى ترف الحكمة وتزاويق البلاغة لأن المفتري، على منبر التجديف الحنيف، لم يتوسّل في إدانتنا ببهرج الاستعارة والكتابة. رمانا بالمروق وأهدر دماءنا، ولسانُه يلهج بالذكر الحكيم، يرمينا به كللمنجنيق، وبرهانه أنه مؤمن وأننا مرتدّون كفرة مشركون، وأضفت: أنا أكرم منك إيمانا لأني لا أسفّه من استقبل بوجهه غير قبلي. وهل أفحش من كفر يستحلّ الدماء ويمرّغ كرامة الحقّ في أدران العسف والجريمة؟» (ص 9). هذا «السِّفْرُ» مهدى الى تونس بما هي السلف والخلف والدهر و«سفر السؤال» كتابها الذي لا ينغلق... مع سوابق المؤلف الروائية منذ ولادة «الموت والبحر والجرذ» سنة 1985. «ولا خوف على السؤال من الزوال» مع لواحقه الجديدة، من وحي إشاراته ( ص 96).