الكتاب يمكّنك من السفر حتى إن لم يُتح لك فرصة الذهاب في إجازة. وهو يساعدك على التمتّع أكثر باجازتك إن ذهبت في اجازة. لذلك رأينا أن نقترح عليك كل يوم كتابا حتى يكون للمطالعة، التي تبقى أهم نشاط انساني، في صيفك نصيب. نقرأ في صفحة 11: «رغم مرور أكثر من ستة قرون على هذه الاشعار وتغيّر الظروف والأحوال فإن مذاقها لايزال قويا وتأثيرها كبيرا وترديدها متواصلا والصراع حول أصولها وتحقيقها متتابعا. وذلك لأنها حصيلة تجارب اشخاص وأمم (...) تحكي النجاحات والانكسارات والخيبات والمطبّات، والحذر والاندفاعات (...) فإذا الأجيال تجد نفسها فيها رغم طغيان الجانب التشاؤمي عليها، وانطباع بعضها بعقلية مستسلمة للقدر. وقد تعدّدت أمكنتها وتداخلت أزمنتها بما زادها نضجا وتغلغلا في الحكمة والنفس». هذا بتصرف أهم اسباب عناية جلول عزّونة بها في طبعة محققة أولى سنة 2007 وطبعة ثانية سنة 2018 عن نفس الدار (دار سحر، تونس، في 149ص). وذلك باعتماد ثلاثة مخطوطات في تونس ومصر وباريس وعدة مطبوعات منها «ابتسام الغروس ووشي الطروس في مناقب سيدي أحمد بن عروس» لعمر الجزائري (نشر محمد السنوسي، تونس 1885 في 522ص). وسيدي ابن عروس (1373 1463م) دفين زاويته التي عاش فيها الثلاثين سنة الأخيرة مذ بناها له السلطان الحفصي أبو عبد الله المنتصر قرب جامع الزيتونة قبل ان يجاورها جامع حمودة باشا. فظلّت مزارا لمريديه ومقاما للطريقة المنسوبة اليه. وذلك بعد طور أول من حياته قضاه في الانحراف وطور ثان قضاه في التطواف وختمه بالاعتكاف. في الديوان المرتّب 195 مقطوعة ضمّت 476 بيتا، من اليتيم اي البيت الواحد الى نصف البيت، ومن الرباعيات وهي الأكثر الى المقطوعات ذات الثلاثة او الأربعة او الخمسة او الستّة أبيات. وقولته «إهدي وإلاّ إدّي» مشهورة شهرة علاقته الجدالية المزعومة مع سيدي محرز حامي مدينة تونس في سياق القول المأثور «يحرز محرز». وهذا قول من نصائحه في التحذير من الدنيا: «اصحى تغرّك وترميك في بحر ما له سواحل تندم ولاشيء ينجيك وتصبح في الناس غافل» (ص60)