تَفنيدا لكلّ الإشاعات وبعد الكثير من القيل والقال ظهر المدب وشيبوب جنبا إلى جنب في أجواء أخوية مُميّزة تُذكّر العائلة الترجية حتما بمشهد الهبّة الجماعية التي قادها الرئيس الحالي للجمعية عندما تجاوز سليم «المِحنة» وتنفّس نسائم الحرية. وقد اختلف الظرف هذه المرّة - تقابلا بمناسبة وفاة زوجة عبد الكربم بوشوشة - لكن الرسالة واحدة وهي مَتانة العلاقات بين أبناء الفريق رغم كلّ الاختلافات وشاءت الأقدار أن يكون لقاء الأشقاء في حضرة أحد القدماء والكلام عن عبد الكريم بوشوشة الذي بكى فراق «شريكة العمر» واحتفى في المقابل بنجاحه من حيث يعلم أولا يعلم في لمّ شمل اثنين من كِبار «المكشخين» وهما المدب وشيبوب. الوحدة ثابتة بمرور الزمن المُصاب الجَلل الذي شهدته عائلة بوشوشة كان فرصة مثالية لتأكيد الروح التَضامنية لمختلف مكوّنات العائلة الرياضية وشكّل أيضا مناسبة جيّدة لإثبات الوحدة الترجية التي لولا صَلابتها وقُوّتها لما عاشت الجمعية مائة عام كانت حافلة بالإنجازات والهزات ولم تخل كذلك من الصراعات الجانبية والخلافات الداخلية لكن عند ساعة الجد يتّحد كل القدماء والرؤساء ومجموعات الأحباء تحت الراية الصّفراء والحمراء. ترحيب كبير قد يقول الناس إنّ لقاء المدب وشيبوب على هامش مُواساة بوشوشة في «مِحنته» ظاهرة عادية لأن الأمر يتعلق بمسألة إنسانية لا تعترف بالحزازيات بدليل الدعم المعنوي الذي وجده بن يحيى في وقت سابق من ابن الجمعية و»الشَقيق - العدوّ» نبيل معلول في ظرف مُشابه. وهذا الرأي صَحيح ولا لبس فيه لكنّه لا يُخفي مُطلقا الأبعاد الرمزية لهذا اللّقاء «الثقيل» من حيث أهمية طرفيه. وقد ساد الاعتقاد في صفوف عدد من «المكشخين» بأنّ ظهور الرجلين جنبا إلى جنب جاء في توقيت مُمتاز بما أن بعض الجهات تُروّج من فترة ليست بالقصيرة إلى تصدّع العلاقات وانقطاع الاتّصالات بين الرجلين بل أنّ ثلة من أصحاب الخيال الواسع وَجّهوا أصابع الاتّهام لشيبوب مُعتبرين أنه «زَعيم» المتورطين في تحريك العاصفة الصيفية التي عاشتها مؤخرا الحديقة «ب» التي رحّب أهلها بنجاح المدب وشيبوب في قطع الطّريق على أصحاب هذه الإشاعات الخَطيرة والتي من شأنها أن تزرع بذور الفتنة صلب العائلة الترجية التي تحتاج إلى مجهودات كلّ أبنائها لأن اليد الواحدة لا تُصفّق ولأن «حمل الجماعة ريش» على رأي الأجداد العارفين بأن «الشّقوق» مَفسدة كبيرة سواء كانت في عالم السياسة أوفي دنيا الرياضة. في الاتحاد قوّة لا اختلاف في أن التقاء أبناء الجمعية في صف واحد من شأنه أن يساعد الترجي على الإقلاع والإبداع ولكم أن تتصوّروا القوة التي سيكتسبها مركب المرحوم بلخوجة عندما تَتّحد مجموعات الأحباء ومن خلفها إدارة المدب ومعها كافة «الكوارجية» والرؤساء السابقين وكل المدعمين والغيورين على الأزياء الذهبية مثل سليم شيبوب وعزيز زهير وأحمد بوشماوي وطارق بوشماوي وزياد التلمساني وطارق ذياب ونبيل معلول... وغيرهم كثير. والثابت أن التناغم بين المدب وشيبوب سينعكس بالإيجاب على الأجواء الترجية وقد يكون نُقطة البداية لتحقيق حلم الوحدة بين مختلف أبناء الجمعية في عام المائوية شرط أن تكون النوايا صادقة والقلوب صافية وأن تكون المصالحة شاملة ومَبنية إلى أسس قوية وليس كما حصل بالأمس القريب بين طارق ذياب ونبيل معلول عندما تَصافحا وتَعانقا برعاية علي العريض لكنهما عادا في اليوم المُوالي إلى «حربهما» المفتوحة وكأن شيئا لم يكن.