تونس الشروق – تشهد كواليس المشهد السياسي حركة كبرى في سياق البحث عن إطار يجمع عددا من الأحزاب التي تتشابه من حيث المواقف و التصورات ,وتسعى هذه الأحزاب الى لملمة شتاتها تحت قبة البرلمان لتصبح قوة تصويت فاعلة وقادرة على قلب الموازين . محاولات التجميع انطلقت منذ أشهر , واجتمعت قيادات هذه الأحزاب أكثر من مرة وناقشت مقترح الدخول في تحالف , لكنها بقيت عالقة في بعض التفاصيل المتعلقة بملامح و شكل هذا التحالف , ان كان مجرد حلف انتخابي , او انه تحالف سياسي قابل للتطور حتى يصبح حزبا واحدا . الاحزاب المعنية بهذه المبادرة , هي حزب حركة نداء تونس و حزب مشروع تونس وحزب الاتحاد الوطني الحر و حزب بني وطني وحزب مستقبل تونس وحزب افاق تونس , اضافة إلى كتل برلمانية ليست لها احزاب مثل الكتلة الوطنية , وكتلة الولاء للوطن .. وهي احزاب وكتل تلتقي في مستوى أفكارها , مما يجعلها مؤهلة لتأثيث ما يُفضّل البعض تسميته بالجبهة السياسية الديمقراطية الحداثية التقدمية . تقدم النقاشات تقدمت النقاشات حول هذا الملف بشكل لافت مباشرة بعد إعلان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي تعليق النقاشات حول وثيقة قرطاج 2 , وكان من المنتظر الاعلان عن تشكيلها في شهر جوان 2018 لكن تعطّل الإعلان بسبب بعض الخلافات وتم تأجيله إلى وقت لاحق . هذه القوى التي تروم تحقيق التوازن السياسي تحت قبة البرلمان وتقدم نفسها على انها إطار قادر على تحقيق التوازن مع كتلة حركة النهضة , الكتلة الاكبر في البرلمان , عادت الى النقاشات واقتربت أكثر خاصة بعد كل الجدل الذي رافق تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة . عوائق التحالف هذا التحالف الذي من المنتظر تحديد ملامحه بشكل دقيق قريبا , تدفع عديد المعطيات لتشكيله لكنه يبقى رهين حسم عدد من النقاط الخلافية , صلب هذا التحالف المفترض , هناك قوى سياسة مناصرة لرئيس الحكومة الحالي , ويوجد فيه أيضا قوى تدفع في سياق إسقاطه وهو ما يجعل موقفها من الاستقرار السياسي والحكومي أمرا قابلا لقسمتها منذ البداية . ومن الاشكالات الاساسية التي تعيق تشكيل هذا التحالف , الاتهامات المتبادلة بين قيادات الاحزاب التي من المنتظر ان تؤثثه , ففي الفترة الاخيرة تبادلت قيادات هذه الاحزاب التهم و الشتائم , حتى ان الامر كان يوحي بانها دخلت في قطيعة جذرية , و الان اصبح من الصعب تجميع هذه القيادات في اطار واحد.